البث المباشر
قد يستعين حزب الله بشيء من دليل العمل الذي طبقته روسيا في أوكرانيا وذلك للتغلب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، إذ يتوقع محللون عسكريون لحزب الله أن يستوحي من قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسلوبها في إطلاق حشود من المسيرات وشن هجمات صاروخية شاملة على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال.
كما قد يستهدف الحزب أهم القواعد العسكرية والموانئ وشبكة الكهرباء. ظهرت تلك التوقعات بعد أن عاش لبنان يوم الإثنين أعنف يوم من الهجمات الإسرائيلية منذ عام 2006، إذ بحسب المسؤولين في وزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 558 شخصاً وتسببت بنزوح الآلاف.
رد دامٍ
زاد كم التوقعات التي ترى بأن إسرائيل قد تشن هجوماً برياً على الجنوب اللبناني، غير أن المحللين يرون بأن حزب الله أصبح يمثل قوة أشد بطشاً وتطوراً منذ حربه الأخيرة مع إسرائيل ولهذا بوسعه أن يرد على إسرائيل بكل قوة.
إذن، في حال قرر الحزب أن يرد على إسرائيل، فإن النموذج الروسي سيفيده كثيراً، وعن ذلك يقول عساف أوريون وهو عميد متقاعد من الجيش الإسرائيلي: "لن يكون الأمر أشبه بنزهة في الحديقة، إذ يستحيل ألا نشهد رداً دامياً".
يعتقد بأن لدى حزب الله ترسانة كبيرة من الصواريخ، إذ في تقرير نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في شهر آذار الماضي، قُدّر تعداد هذه الصواريخ ما بين 120 إلى 200 ألفاً.
وفي حوار أجرته قناة فرانس 24 مع مسروب كاسمدجيان وهو أستاذ بقسم الدراسات السياسية والدولية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن، ذكر أن حزب الله يتمتع بقدرة تخوله قصف أهداف في العمق الإسرائيلي، وتشمل هذه الأهداف طرقات ومواقع عسكرية ومطارات.
وأضاف قائلاً: "قد يأتي هذا النوع من الغارات ضمن وابل هائل من القصف الصاروخي مع احتمال إطلاق حشد كبير من المسيرات وذلك بهدف التغلب على منظومة القبة الحديدية لإسرائيل، مع فتح المجال أمام تعرض إسرائيل لغارات خطيرة داخل أراضيها، أي أن النزاع سيخلف خسائر فادحة، لن يتكبدها لبنان لوحده، بل إسرائيل معه".
وخلال شهر حزيران الفائت، ذكر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لقناة سي إن إن الأميركية بأنه من المرجح لحزب الله أن يخرق الدفاعات الجوية للقبة الحديدية الإسرائيلية في شمالي البلاد، لاسيما إن نفذ هجوماً واسعاً بصواريخه الموجهة الدقيقة.
الاستراتيجية الروسية الصاعدة
على صعيد مماثل، نفذت روسيا هجمات على مدن أوكرانية وبنى تحتية بواسطة غارات موسعة نفذتها بصواريخ ومسيرات، وفي بعض الأحيان تمكنت روسيا من التغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية.
ولهذا يرجح محللون أن يكون حزب الله قد تعلم دروساً مفيدة من خلال تعامله مع الجيش الروسي في سوريا، إذ في تقرير نشر خلال شهر آب، ذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "من الواضح أن حزب الله تعلم بعض الأمور من الجيش الروسي والتي تشمل القدرة على شن حرب هجومية عبر الاعتماد على المناورات".
كما اعتبر التقرير أن دعم فصائل وجماعات مثل حزب الله يمثل جزءاً من استراتيجية الكرملين لمناهضة قوة الولايات المتحدة ونفوذها في الشرق الأوسط، وذلك عبر تمكين خصوم الولايات المتحدة ورفدهم بالقوة.
هذا ولقد أعلنت الحكومة الأميركية في شهر تشرين الثاني الماضي بأن مجموعة فاغنر الروسية المرتزقة قد تكون هي الأخرى تستعد لرفد حزب الله بنظم بانتسير-1 الروسية للدفاع الجوي، وفي ذلك دليل آخر على متانة العلاقات التي تربط هاتين الجماعتين المسلحتين بالدولة الروسية.
وفي أعقاب هجمات 7 تشرين الأول، أعلن معهد واشنطن بأن روسيا: "زادت مع انحيازها للقوات المعادية للأميركيين والتي تعمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط".
المصدر: Business Insider
