احتفلت ألمانيا، الأحد 9 أيار، بالذكرى المئوية لميلاد صوفي شول، الشابة التي أصبحت أيقونة في كل العالم لدورها في مجموعة المقاومة المناهضة للفاشية، والتي أطلق عليها "الوردة البيضاء".
و"الوردة البيضاء" اعتبرت آنذاك رمزاً لـ"حركة المقاومة الألمانية السلمية" في ألمانيا "النازية"، وكانت تتألف من طلاب من جامعة ميونخ وأساتذتهم، وأكثرهم شهرة صوفي شول وشقيقها هانس شول، وأصبحت جماعة معروفة عن طريق النشرات مجهولة المصدر وحملة الكتابة على الجدران، حركة نشطة في الفترة من حزيران 1942 حتى شباط 1943، التي دعت إلى معارضة نشطة لنظام أدولف هتلر.
وكان النازيون ألقوا القبض على شول وأعضاء آخرين في المجموعة، عام 1943، بعد نشر منشورات تنتقد نظام أدولف هتلر والحرب، من شرفة في جامعة ميونيخ، وجرى إعدامها وشقيقها هانز بعد أربعة أيام لرفضهما الاعتذار.
"الإجرام" النازي -الذي فاق التصوّر- منح الناشطة شول فرصة الاعتذار والتراجع عن مبادئها ليتم الصفح عنها، لكن نظام الأسد أعاد الناشط السلمي غياث مطر بعد أربعة أيام من تاريخ اعتقاله، أيلول 2011، جثة هامدة لأهله، ولم تشفع له دعواته السلمية للتظاهر ولتقديم الماء والورود لعناصر الأمن وجيش النظام في أثناء المظاهرات، وأنه كان مجرد ناشط في مجال التغيير السلمي ومناهضة العنف، لكن مبادراته تلك لم تجنبه العنف المفرط ضده من قبل الأجهزة الأمنية، ففارق الحياة تحت التعذيب.
لكن المقارنة بين نظام الأسد والنظام النازي لا تروق للمجتمع الدولي، ففي 2017 اضطر المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، لتقديم الاعتذار بعد أن تسببت مقارنة رئيس النظام بشار الأسد، بزعيم ألمانيا النازية، أدولف هتلر، وأحدثت وقتها ضجة كبرى، ما اضطره للاعتذار بعد ساعات معدودة.
وصرح آنذاك سبايسر، بأن هتلر لم يستخدم الأسلحة الكيماوية خلال الحرب العالمية الثانية، خلال نقاش بشأن الهجوم بسلاح كيماوي في الرابع من نيسان، والذي قتل فيه 87 شخصاً، ولدى سؤاله عن الهجوم الكيماوي في خان شيخون بريف إدلب، قال: "لديكم شخص خسيس كهتلر الذي لم ينزلق إلى استخدام أسلحة كيماوية".
وأضاف سبايسر: "أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بغاز السارين، فلا يوجد رئيس استخدمه ضد شعبه، فحتى هتلر لم يستخدم الغاز ضد شعبه مثلما يفعل الأسد".
من جانبه، رحب إسرائيل كاتس، وزير النقل والمخابرات بالحكومة الإسرائيلية، باعتذار سبايسر قائلاً: "بما أنه اعتذر وتراجع عن تصريحاته، فقد انتهى الأمر".
لا شك في أن النظام الأسد يرى في النظام النازي نموذجاً فريداً من نوعه، وتكاد تخلو بسطات بيع الكتب في شوارع دمشق من كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر، والذي كان محظوراً في دول كثيرة حول العالم.
وفي آذار 2021 نشر الصحفي السوري آسر خطاب تقريراً في مجلة "New lines Mag" تطرّق فيه لرموز النازية التي كانت موجودة في كل من سوريا ولبنان، والافتتان سابقاً بشخصية أدولف هتلر، الذي سيقوم بما عليه فعله للحفاظ على سلطته وتعزيزها بشكل أكبر.
واستشهد خطاب، في تقريره بوجود الرموز المرتبطة بالنازية علناً في كل من لبنان وسوريا، على الرغم من رفض الغالبية العظمى من السكان لإيديولوجيتها، فلم يكن وجود وشم الصليب المعقوف أو التلويح بالعلم النازي، يؤدي إلى سجن أي شخص أو دفع غرامة مالية.
ربما ينتظر المجتمع الدولي محاكمات دولية لرموز نظام الأسد كالتي أقيمت في نورنبيرغ لمحاكمة مجرمي حرب القيادة النازية بعد سقوط الرايخ الثالث، وكذلك الأطباء الذين أجروا التجارب الطبية على البشر، حتى يدركوا أكثر حجم جرائم الإبادة التي خلّفها النظام ضد السوريين، فـ "الجرائم" التي ارتكبها الأسد بحق المدنيين تفوق تلك التي ارتكبتها النازية ضد باقي الشعوب.