قالت "حركة التحرير والبناء" التابعة للجيش الوطني السوري، إنّ التشريعات والانتخابات التي تعمل عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في مناطق نفوذها شمال شرقي البلاد، تمهّد للانفصال عن سوريا وتأسيس "كانتون إرهابي".
وأضافت الحركة في بيان لها: "في بادرة هي الأخطر في سلسلة الممارسات الإرهابية للتنظيم الانفصالي قسد وملحقاته، تبادرنا ما تسمى بالإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا بقرار إجراء انتخابات بلدية في المناطق التي يحتلها التنظيم الإرهابي في 11 من حزيران القادم وذلك عقب إصدارها ما يسمى بقانون التقسيم الإداري للمناطق".
وأردف البيان: "إننا نعلن أن ما تقوم به المنظمة الإرهابية في المناطق التي تحتلها من إصدار لتشريعات باطلة تبرر لانتخابات وإجراءات مشبوهة ما هي إلا خطوات عملية على طريق الانفصال وتأسيس كانتون إرهابي يشكل بؤرة عدم استقرار للمنطقة والإقليم، ويهدد السلم والأمن ويقضي على وحدة التراب السوري".
وتابع: "إننا في هذا السياق إذ ندين ونستنكر هذه الأفعال المشينة للتنظيم الإرهابي فإننا ندعو أهلنا في مناطق الاحتلال القسدي وكامل شعبنا لمقاومة الأفعال العبثية الخبيثة لهذا التنظيم الذي يحاول من خلال مسرحية الانتخابات أن يشرعن وجوده بفرض أمر واقع متكئاً على الدعم الخارجي".
انتخابات "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا
وتعتزم "الإدارة الذاتية" تنظيم انتخابات بلدية في شمال شرقي سوريا على أساس ما تصفه بـ "العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا"، الذي أعلنته في 13 كانون الأول 2023، في خطوة نحو سعيها لتعزيز سيطرتها على مناطق شمال شرقي سوريا.
والسبت الماضي، أعلنت "الإدارة الذاتية" أن عدد المرشحين في الانتخابات البلدية، المزمع إجراؤها في 11 حزيران المقبل بلغ 5336 مرشحاً، استُلمت طلباتهم وتمت الموافقة عليها.
وسبق أن قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن "أي انتخابات تجري في سوريا يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، كما يدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "لا تعتقد أن هذه الشروط متوفرة بالانتخابات في شمال شرقي سوريا".
من جهته، أكد "المجلس الوطني الكردي" أن الانتخابات التي تستعد "الإدارة الذاتية" للقيام بها في مناطق سيطرتها شرقي الفرات "تتم في بيئة غير محايدة ومحسومة النتائج بشكل يكرس سلطة وهيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي، التي تستند إلى عقد اجتماعي مؤدلج".
بدوره قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما يتعلق بالانتخابات التي تعتزم "قسد" إجراءها: "نتابع من كثب أعمال التنظيم الإرهابي بحجة الاستفتاء الشعبي، التي تستهدف وحدة أراضي بلدنا وسوريا"، مشدداً أنه لن يسمح أبداً بإنشاء "دولة الإرهاب" من قبل ما سماه "التنظيم الانفصالي" في شمالي سوريا وجنوبي تركيا.
قسد تضغط على المقاطعين أمنياً
وكشف مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا أن استخبارات "قسد" وجهت بالضغط على رؤساء الكومينات وموظفيها وعناصرها بضرورة مشاركة جميع أفراد عوائلهم في الانتخابات.
وحذرت استخبارات "قسد" موظفي وعناصر مؤسساتها المدنية والعسكرية وعوائلهم من مغبة مقاطعة الانتخابات أو عدم المشاركة فيها.
وإلى جانب ذلك عمدت "قسد" إلى تجنيد ناشطين وصحفيين موالين لها للترويج للانتخابات، وحث سكان المنطقة على المشاركة فيها عبر حملات ترويج منظمة على صفحات التواصل الاجتماعي.
كما وجهت "قسد" أجهزتها الأمنية بمتابعة واستهداف كل ناشط وصحفي يدعو لمقاطعة الانتخابات أو عدم المشاركة فيها.