كشف كتاب إسرائيلي جديد سبب الإخفاقات الإسرائيلية في حرب 1973، محملاً قائد سلاح الجو، آنذاك، وقراراته المتهورة المسؤولية عن تقصير الطلعات الجوية في توفير الغطاء للقوات البرية.
يحمل الكتاب عنوان "حرب من تلقاء نفسها" للكاتب الإسرائيلي، يوري بار يوسف، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة حيفا، ويسلط فيه الضوء على انتقادات بقيت طي الكتمان طوال خمسة عقود.
ويشير المؤلف إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية كانت في أحسن حالاتها قبل الحرب، وشبه سلاح الجو إبان الحرب بـ "العملاق" الذي أصابه الارتباك، مشيراً إلى تآكل المكانة التي اكتسبها خلال حرب النكسة 1967 أي قبل ست سنوات من حرب "يوم الغفران".
يحمّل الكتاب الذي صدر باللغة العبرية، مسؤولية الإخفاقات العسكرية على قائد سلاح الجو، آنذاك، الجنرال بيني بيليد، مشيراً إلى أنه نجا من الانتقاد العام رغم الانتقادات التي تعرض لها من داخل أوساط القوات الجوية التي اتهمت بأنها سبب الهزيمة.
اعتمد المؤلف على مواد أرشيفية جديدة لوزارة الدفاع الإسرائيلية وسجلات لإحاطات حول العمليات القتالية خلال الحرب نشرت مؤخراً، إلى جانب مقابلات أجريت مع ضباط سابقين في القوات الجوية الإسرائيلية.
قائد سلاح الجو المتهور
ولفت الكتاب إلى أن تعيين بيليد قائداً لسلاح الجو قبل خمسة أشهر من الحرب أثار دهشة كثيرين واستغرابهم، لأنه لا يمتلك خبرات عملياتية لشغل هذا المنصب.
وأن خبرات بيليد كانت تقتصر على الجانب التقني، إضافة لتهوره وشخصيته المستفزة والمتسلطة التي تحرص بأن تكون لها القول الفصل.
ويظهر الكتاب أن بيليد، الذي كان يقود سلاح الجو، القوة الضاربة في الجيش الإسرائيلي، وتحت إمرته 400 طائرة حربية، كانت قراراته مبنية على سوء تقدير منه، وهذا ما كلف الجيش كثيراً.
ويسرد الكتاب تفاصيل عن الساعات الأولى للحرب وكيف أمر بيليد بشن هجوم استباقي رغم التحذير الأميركي، ورغم أوامر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية دافيد إلعازر.
ومن القرارات التي لاقت انتقادات داخل القوات الجوية الإسرائيلية هي الأوامر المفاجئة والمربكة التي أعطاها بيليد بسحب الطائرات من الجبهة الجنوبية، رغم نجاح 30 ألف جندي مصري في اجتياز قناة السويس، للتوجه إلى الجولان السوري المحتل.
ويركز الكتاب على أن القوات الجوية الإسرائيلية التي شاركت في حرب 1973 كانت الأفضل من نوعها في العالم، مشيراً إلى أن إسرائيل خصصت نصف ميزانيتها الدفاعية لسلاح الجو في السنوات التي سبقت تلك الحرب.
وأخرجت معظم الطائرات الحربية القديمة التي شاركت في حرب حزيران/يونيو 1967 من الخدمة، وضاعفت عددها.
ومن النقاط التي أشار إليها الكتاب هي فشل الطائرات الحربية الإسرائيلية في التصدي للاختراق السوري في الجولان المحتل.
ويذكر الكتاب إحدى أهم حالات الفشل التي مني بها سلاح الجو الإسرائيلي وتتمثل بعجزه عن اعتراض مرور ألوية دبابات عراقية امتدت لمسافة ألف كيلومتر تقريباً وهي في طريقها للجبهة السورية، الأمر الذي أوقف الزحف الإسرائيلي إلى دمشق.
ويمكن إجمال أهم الإخفاقات الجوية التي ركز عليها الكتاب بالنقاط الآتية:
- الفوضى التي أحدثتها الأوامر المربكة لقائد سلاح الجو في بداية الحرب.
- إيقاف العملية الجوية "تاغار" فوق قناة السويس، والتوجه لسن عملية جوية في الجولان باسم "دوغمان" والتي فشلت بدورها.
- الإصرار على عمليات مهاجمة المطارات رغم محدودية فائدتها.
- المساهمة الهامشية لسلاح الجو في المعارك الرئيسية في الحرب.
- تجنب مهاجمة القوات العراقية طوال الحرب.
- الاختراق السوري للجولان وفشل سلاح الجو الإسرائيلي في صده، وإنما تم التصدي له عبر فرقة دبابات.
- التقارير المزورة من قائد سلاح الجو لرئيس الأركان حول القوة الجوية.
لقراءة مزيد من التفاصيل عن الكتاب يمكن الاطلاع على الملف المرفق هنا.