شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا مظاهرة، الجمعة، في استمرار لحراكها الشعبي المتواصل منذ شهر آب 2023، حيث توافد المحتجون من مختلف قرى المحافظة ومناطقها للمشاركة في المظاهرة المركزية.
وتجمع المحتجون في ساحة الكرامة للتعبير عن تضامنهم مع سكان مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، التي تعرضت للقصف، وللمطالبة بإسقاط النظام السوري.
وردد المحتجون هتافات تندد بالقصف الذي استهدف مجدل شمس، معبرين عن تضامنهم مع أهالي الجولان وأطفاله، كما رفعوا صور ضحايا القصف ولافتات تُظهر مطالبهم وإدانتهم للجرائم المرتكبة.
وكانت شعارات السلمية وإسقاط النظام واضحة في كافة أرجاء المظاهرة، مما يؤكد التزام المحتجين بالطابع السلمي لحراكهم.
وحملت المظاهرة المركزية رمزية خاصة، حيث كانت صور "شهداء الكرامة والواجب" مرهج الجرماني وجواد الباروكي حاضرة بشكل بارز، مما أضاف بُعداً مؤثراً للحراك الشعبي.
وأظهرت مقاطع مصورة حشوداً كبيرة من المحتجين يجتمعون في ساحة الكرامة، معبرين عن تصميمهم على الاستمرار في حراكهم حتى تحقيق مطالبهم، إذ بدت المظاهرة وكأنها رسالة واضحة للنظام بأن الاحتجاجات لن تتوقف.
حراك السويداء
تصاعدت الأحداث في محافظة السويداء جنوبي سوريا منذ استقدام النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى المحافظة وُصفت بالضخمة وعين محافظاً جديداً قبل شهرين ذو خلفية أمنية وتاريخ إجرامي في التنكيل وقتل السوريين.
بدأ التصعيد عندما حاول النظام نصب حاجز عسكري في مدخل مدينة السويداء الشمالي، تلاه أحداث قتل واختطاف متفرقة وصولاً لإطلاق النار على المتظاهرين أمام قيادة الشرطة في 17 تموز الماضي وإصابة أحد المواطنين بجروح خطيرة.
في المقابل، ازداد حراك السويداء السلمي رفضاً لمخططات النظام، وأثمر عن حملة مقاطعة لانتخابات مجلس الشعب، تُوجت بتوقف الانتخابات في العديد من القرى والبلدات ومنعها من الحصول في بلدات أخرى.
السلطة، التي عاشت فشلاً ذريعاً في أول انتخابات يسقطها الشعب وفي المناطق التي طالما حُسبت على النظام وادعى حمايتها منذ بداية الثورة السورية، لم تجد رداً مناسباً سوى بتفعيل آلة القتل واستخدام العقلية الأمنية في اغتيال مرهج الجرماني قائد فصيل "لواء الجبل" وأحد مؤسسي حراك السويداء الشعبي.
كان الرد متعقلاً من أهالي السويداء وحراكها الشعبي، الذين وجدوا في اغتيال الجرماني محاولة لعسكرة الحراك الشعبي ودفعه باتجاه الرد العسكري والاقتتال الداخلي، مما قد يؤدي إلى مقتل الحراك السلمي وبداية مرحلة من العنف تكون فيها القوى الوطنية والشعبية السلمية الخاسر الأكبر.
شهدت السويداء حملات تضليل إعلامي كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قادها إعلاميون معروفون بولائهم للأجهزة الأمنية التابعة للنظام. طالت هذه الحملات العديد من الأهالي ورجال الدين والوجهاء، وأسهمت بشكل أو بآخر في خلق شارع مواجه للحراك تبنته السلطات وعملت على استخدامه كقوة رادعة، وقمعه إن أمكن.