عثرت السلطات اليونانية، اليوم الجمعة، على جثة متفحمة لطالب لجوء في غابة "داديا" التي التهمتها النيران في منطقة إيفروس الحدودية مع تركيا، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى 27 شخصاً جميعهم من اللاجئين.
وتتواصل جهود عناصر الإطفاء في اليونان لمكافحة حرائق الغابات الكبرى المشتعلة لليوم السابع على التوالي، في ظلّ وضع صعب خصوصاً في شمال البلاد وتحسّن ملحوظ على مداخل أثينا.
وقال التلفزيون اليوناني الرسمي، الجمعة، إن السلطات نقلت الجثة إلى الطب الشرعي تمهيداً لتشريحها.
وكانت السلطات اليونانية عثرت في هذه المنطقة، هذا الأسبوع، على 18 جثة محترقة في منطقة نائية ريفية جنوبي قرية أفانتاس، وفي وقت لاحق عثر على جثث 8 أشخاص آخرين، بينهم طفلان، ونبّه مسؤولون إلى أن المنطقة نقطة دخول رئيسية للمهاجرين من تركيا المجاورة، لذلك يُخشى العثور على مزيد من الضحايا بين طالبي اللجوء الذين لم يتمكنوا من الهرب من النيران.
حرائق اليونان.. مأساة تلاحق اللاجئين
وقال بافلوس ماريناكيس، المتحدث باسم الحكومة اليونانية إن وجود الشبان في الغابة قد أودى بحياتهم، مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ حذرت من انتشار الحرائق، كما أرسلت رسائل نصية بوجوب إخلاء المنطقة.
ويواجه طالبو اللجوء الذين يحاولون التسلل إلى اليونان عبر تركيا بهدف الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي العديد من المخاطر، كالتعرض للضرب أو السرقة أو الاعتقال أو الإجبار على العودة تركيا، أو الغرق في مياه البحر الأبيض المتوسط. وقد أُضيف الآن الحصار وسط حلقة من الحرائق المشتعلة في شمالي اليونان إلى المخاطر السابقة.
وأوضح المتحدث باسم خدمة الإطفاء، يانيس أرتوبيوس، بأنه لم ترد تقارير عن أن سكانا محليين قد فقدوا في الحريق، ما يرجح فرضية أن ضحايا الحريق هم من الأشخاص الذين دخلوا الأراضي اليونانية مؤخراً عبر حدودها الطويلة المتعرجة مع تركيا على طول نهر إيفروس.
ويعتبر نهر إيفروس المعبر الرئيسي بالنسبة لأعداد كبيرة من الأشخاص الذين يسعون جاهدين للوصول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، كما توفر لهم الغابة الشاسعة على الجانب اليوناني الغطاء المناسب للتخفي والاختباء.
فقدان الاتصال بلاجئين سوريين
وقال مواطن سوري، لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (BBC)، في وقت سابق، إنه يخشى أن يكون ابن عمه البالغ من العمر 27 عاما قد قضى نحبه في الحريق، لأنه لم يتمكن من التواصل معه منذ أربعة أيام. وكان الشاب المفقود ضمن مجموعة من السوريين والأفغان والعراقيين، كانوا يأملون في اتباع الطريق المعتاد عبر الغابة.
وأكد أن اللاجئين لا يمكن أن يتصلوا بالسلطات اليونانية طلباً للمساعدة، رغم الأمر بإخلاء المنطقة، خشية إعادتهم إلى تركيا.
وبحسب الشرطة اليونانية، منذ بداية شهر آب الجاري يحاول نحو 900 شخص يومياً التسلل إلى اليونان عبر حدودها مع تركيا، وقد ألقي القبض على مئات المتاجرين بالبشر.