بدأ حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم التاسع من شهر ذي الحجة للعام 1445هـ، بالتوجه إلى صعيد عرفات، لأداء ركن الحج الأعظم.
ويؤدي الحجاج اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة، اقتداءً بسنة النبي الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، فيما ينفرون إلى مزدلفة مع غروف شمس اليوم، ويُصلون فيها صلاتي المغرب والعشاء، ويبيتون فيها حتى فجر يوم الغد، لأداء صلاة الفجر.
وبعد الوقوف على عرفات، يتوجه حجاج بيت الله الحرام إلى المزدلفة، حيث يجمعون الحصى لرمي الجمرات ثم النحر والحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بجمرة العقبة الصغرى ثم الوسطى فالكبرى، ويمكن للمتعجلين من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، إذ يتوجهون بعدها إلى مكة لأداء طواف الوداع.
خدمات أمنية وطبية وتموينية ووسائل نقل
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن "قوافل ضيوف الرحمن إلى عرفات واكبتها متابعة أمنية مباشرة، يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم".
وذكرت الوكالة أن "القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحج وفرت الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن، الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة، ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام".
ووصفت "واس" أجواء أداء الركن الأعظم بأنها "أجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحف الحجاج العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار".
درجات حرارة مرتفعة وعشرات المراكز الصحية
وحذرت وزارة الصحة جموع الحجاج من أخطار التعرض لارتفاع حرارة الأسطح بالمشاعر المقدسة، التي تصل إلى درجات حرارة مرتفعة، حيث من المتوقع أن تصل الحرارة اليوم إلى 43 درجة مئوية.
ونبهت الوزارة الحجاج من أن "التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، يشكل خطرا كبيرا على صحتهم"، مشيرة إلى أن "موسم الحج هذا العام يأتي مع ارتفاع درجات الحرارة على مكة المكرمة التي تعد أكبر الصعوبات التي يواجهها الحجاج".
وأعلنت السلطات السعودية أنها استعدت لموسم الحج بـ 46 مركزاً صحياً في مشعر عرفات، و26 مركزاً في منى، فضلاً عن عدد من مراكز الطوارئ بمنشأة الجمرات، وعلى خط المشاة.
كما أطلقت هيئة الهلال الأحمر السعودي خدمة الإسعاف الجوي من مهابط الأبراج المحيطة بالحرم المكي، بهدف سرعة الاستجابة للحالات الطارئة في محيط المسجد الحرام والمشاعر.
أكثر من مليون ونصف مليون حاج
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام سعودية بأن أكثر من 1.5 مليون حاج جاءوا من جميع أنحاء العالم في مكة وما حولها لأداء فريضة الحج، وتوقعت السلطات السعودية أن يتجاوز عدد الحجاج مليوني حاج هذا العام.
وأمس الجمعة، أعلنت "الهيئة السورية للحج والعمرة"، التابعة لـ "الائتلاف الوطني السوري"، عن اكتمال وصول الحجاج السوريين ممن تيسّر وتدير أمورهم إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج، وبلغ عددهم لهذا العام 5216 حاجاً سوريا.
وقدم الحجاج عن طريق "الهيئة السورية للحج والعمرة" من عدّة مناطق، وهي شمال غربي سوريا وتركيا وقطر وإربيل.