يتجنب سائقو السيارات المدنية والشاحنات المرور من طريق (أبيض - أبيض) الواصل بين محافظتي الرقة والحسكة والذي يمتد لأكثر من 100 كم، بسبب عمليات السرقة والتشليح والاغتيالات التي يشهدها من قبل مجموعات مجهولة، في ظل غياب النقاط والدوريات الأمنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
ويمتد طريق (أبيض - أبيض) من بلدة الكرامة شرقي الرقة وصولا إلى مدخل الحسكة الجنوبي الغربي وبطول 155 كم.
وقال "هافال ريزان" أحد مسؤولي الدوريات التابع لقوى الأمن الداخلي في ريف الرقة الشرقي لموقع تلفزيون سوريا "إن السيارات بجميع أنواعها تضطر بعد الساعة الرابعة عصراً وحتى صباح اليوم التالي إلى تجنب العبور من هذا الطريق بسبب تخوف السائقين من السرقات وعمليات الاغتيال التي تقوم بها مجموعات مجهولة، حيث يضطر سائقو هذه السيارات إلى المرور عبر طريق الرقة ديرالزور الحسكة رغم مسافته الطويلة كون العديد من الحواجز العسكرية منتشرة فيه وتقوم بحمايته".
وأضاف: "أما شاحنات المحروقات والحبوب والأعلاف فتسلك طريق الـ"M4" برفقة عربات تابعة للشرطة العسكرية الروسية التي تقوم بحمايتها ومرافقتها".
عثمان سرمد وهو سائق حافلة تنقل الركاب على طريق (الرقة - الحسكة) قال: "لضمان سلامتنا وسلامة الركاب، تضطر وسائل النقل بين المدينتين إلى المغادرة في الساعة السادسة صباحاً، لنتمكن من العودة قبل الساعة الرابعة مساءً إلى الرقة لأن التأخير أكثر يضطرنا إلى المرور بطرق أطول، ما يعني استهلاك محروقات بشكل أكبر... كل هذا لكي نهرب من عصابات التشليح الموجودة في الطريق".
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: "خلال مرورنا من هذا الطريق لا نجد أي نقطة أمنية أو عسكرية أو حتى دورية لحماية الطريق، وهذا ما يشجع العصابات للانتشار فيه خلال ساعات المساء.. تخيل أن دوريات "قسد" تخشى المرور خلاله في الليل".
من جانبه بيَّن صاحب عدد من الشاحنات لنقل الأعلاف والمواشي بين الرقة والحسكة "تعرضت شاحناتي الثلاثة لعمليات تشليح على طريق (أبيض أبيض) خلال الصيف الماضي وأصيب أحد السائقين أيضا برصاص العصابات... ليس لقوات سوريا الديمقراطية أي دور في هذا الطريق وهي عاجزة تماما عن حمايته... الآن يتم إرسال الشاحنات على طريق الـ "M4" لتسير خلف عربات الشرطة العسكرية الروسية... علماً أن طريق (أبيض أبيض) أقصر بكثير ..لكننا نبحث عن الأمان لقوافلنا".
يذكر أنه في يوم 19 من الشهر الجاري قتل 3 عناصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وجرح آخرون، بعد استهداف مجهولين بالرشاشات المتوسطة والخفيفة وقذائف الـ "آر بي جي" عربات عسكرية تابعة لهم على الطريق ذاته.