icon
التغطية الحية

جيروزاليم بوست: الغارة الإسرائيلية على سوريا تعني أن الحرب مستمرة رغم الاستقالات

2023.08.08 | 18:17 دمشق

غارة إسرائيلية استهدفت مواقع لميليشيات إيرانية في سوريا - المصدر: الإنترنت
غارة إسرائيلية استهدفت مواقع لميليشيات إيرانية في سوريا - المصدر: الإنترنت
The Jerusalem Post - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

 خلال الليلة الفاصلة بين يومي الأحد والإثنين، نسبت تقارير دولية هجوماً وقع في سوريا للجيش الإسرائيلي، فكان ذلك أول هجوم ينسب له منذ 28 تموز الماضي، عندما ظهر خبر عاجل لأول مرة عن إسرائيل يفيد باستقالة 700 جندي احتياط لدى سلاح الجو الإسرائيلي احتجاجاً على الإصلاحات القضائية لحكومة نتنياهو.

بخلاف ما جرى في آذار، عندما وقع كثيرون على عرائض من باب الخداع أو اتخاذ موقف وسطي، استقال نحو 700 جندي احتياط فعلياً، وفي الوقت عينه، أعلن عشرة آلاف جندي احتياط إسرائيلي عن استعدادهم للاستقالة من مختلف قطاعات الجيش.

وهنا يتساءل كثيرون عن مدى قدرة سلاح الجو على مواصلة أعماله في ظل هذه الخسائر الكبيرة، وهل أثبتت الغارة الإسرائيلية على سوريا بأن سلاح الجو الإسرائيلي ما يزال قادراً على تنفيذ كثير من المهام الأمنية التي يحتاج إليها البلد ويتوقف عليها؟

IDF reservists sign letters stating they will not show up to reserve service anymore. (credit: AVSHALOM SASSONI)

جنود احتياط إسرائيليون وهم يوقعون عريضة على عدم ذهابهم إلى دوامهم في الخدمة بعد الآن

هل ما يزال الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد للمعركة؟

الجواب نعم، إذ ثمة مؤشر إيجابي حالياً يدل على استعداد الجيش الإسرائيلي وجاهزيته، ولكن لا يمكن لأحد أن يقدم أية ضمانات فيما يتعلق بالمستقبل، إذ بداية، ما تزال الصورة العامة للبلد تتطور أسبوعاً بعد أسبوع.

إذ في أيار الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الإحصائيات المقبلة حول أعداد المجندين ما تزال نسبياً متقاربة مع الأعداد السابقة، على الرغم من الجدل الذي قام حول الإصلاحات القضائية وما تبعها من موجة استقالات بين صفوف جنود الاحتياط، وهنالك إحصائيات جزئية ظهرت وتتصل بالأعداد خلال شهر تموز، إلا أنه ما يزال من المبكر جداً معرفة ما إذا كانت الصورة الكلية قد تغيرت عقب أحداث 28 تموز الماضي.

هنالك أخبار شائعة حول المجندين الشباب في الجيش الإسرائيلي وعدم تأثرهم إلا بنسبة ضئيلة مقارنة بجنود الاحتياط الأكبر منهم سناً وذلك فيما يتصل بسوقهم للخدمة ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي، بيد أن ذلك يمكن أن يتغير في حال استمرت الأزمة بالتطور.

ثم إن المجندين الجدد، على الرغم من أهميتهم مستقبلاً، لا فائدة كبيرة ترجى منهم حالياً بالنسبة لسلاح الجو، فقد يستغرق الأمر العديد من السنوات قبل أن يصبح المجند الجديد طياراً قادراً على الخروج بمهام قتالية معقدة.

حرب بين الحروب

كان الهجوم الذي استهدف سوريا في 19 تموز من العام الفائت آخر هجوم عزته مصادر أجنبية للجيش الإسرائيلي قبل الهجوم الذي وقع يوم الاثنين الماضي، لأن هذا الهجوم على سوريا أتى في الوقت نفسه تقريباً الذي أكد فيه الجيش الإسرائيلي ارتفاع نسبة جنود الاحتياط الذين استقالوا من الجيش من العشرات خلال المراحل الأولى إلى المئات خلال الوقت الراهن.

فسر البعض هذا الهجوم بأنه رسالة موجهة للعناصر الوكيلة لإيران في سوريا، وعلى رأسها حزب الله وغيره من الميليشيات، تفيد بأن سلاح الجو ما يزال يمارس مهامه على أكمل وجه.

علمت صحيفة  The Jerusalem Post بكل ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه الجيش الإسرائيلي نفسه قادراً على مواصلة الحرب بين الحروب المعتادة والتي تقوم على حملة مؤلفة من عمليات تشن على سوريا وغيرها من المناطق على الرغم من كل تلك الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي بالنسبة للجنود الاحتياطيين، إلا أن الوضع لن يكون نفسه في حال تورطت إسرائيل في حرب أوسع.

والفرق هنا هو أن الغارات المتكررة على سوريا وغيرها في المنطقة لا تحتاج إلا لعدد محدود من الطائرات، ولهذا فإن عدداً ضئيلاً من الطيارين الحربيين ممن يتمتعون بالخبرة بوسعهم مواصلة تنفيذ تلك الغارات والعمليات.

وبالمقابل، تحتاج أي عملية أوسع ضد إيران أو أي حرب مع حزب الله إن لزم الأمر إلى تعبئة كل الجنود، ولهذا قد يتكبد سلاح الجو الإسرائيلي خسائر كبيرة في القوة النارية وفي الكفاءة حتى ولو بقي قادراً على القتال.

يذكر أن تصريحات كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي تغيرت تدريجياً من الإعلان بأن الجيش على أهبة الاستعداد بشكل كامل، ثم مستعد عموماً، ثم بأنه تعرض لأضرار مع احتمال تعرضه لأضرار أكبر خلال شهري أيلول وتشرين الأول في حال عدم وصول الأزمة إلى حل.

ولهذا يبدو بأن الغارة التي نفذت على سوريا ما هي إلا مجرد إعلان يفيد بأن حالة الحرب بين الحروب التي أعلنتها إسرائيل ماتزال قائمة في الوقت الراهن، مع عدم وجود ضمانات كبيرة لما سيحدث في المستقبل.

المصدر: The Jerusalem Post