أمام فروع الهجرة والجوازات في دمشق وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، يقف المئات من السوريين في طوابير طويلة للحصول على قسيمة ورقيَّة تعبأ من قبل من يحوزها بعد انتظار لأكثر من 15 ساعة ومن ثم تسلم للهجرة والجوازات بانتظار الحصول على جواز السفر "الفوري".
وفي 24 أيار/مايو الفائت، رفعت حكومة النظام السوري رسوم الحصول على جواز السفر الفوري إلى 300 ألف ليرة بعد أن كانت 100 ألف ليرة، وزعمت أنه يمكن الحصول على جواز السفر المستعجل في نفس اليوم ومن دون الحاجة إلى حجز دور عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لحجز الدور، ورغم ذلك ما تزال طوابير طويلة تحتشد أمام فروع الهجرة في دمشق وغيرها من المدن للحصول على جواز السفر.
ملاحظة: للدخول إلى رابط الحجز اضغط هنا
معاناة كبيرة للحصول على جواز السفر
قصة مالك، 24 عاماً، هي واحدة من آلاف قصص السوريين المنتظرين حصولهم على جواز السفر، إذ بعد إعلان حكومة النظام السوري فتح باب التقديم للحصول على جواز السفر بدون حجز موعد إلكتروني، توافد المئات من السوريين ومن ضمنهم مالك.
ويقول مالك لموقع تلفزيون سوريا "منذ أربعة أيام ذهبت صباحاً كي أقدم على جواز سفر، لكني تفاجأت بكثرة الناس المتجمهرين بانتظار دورهم". وهكذا عاد مالك إلى منزله على أمل العودة فيما بعد في نفس اليوم. مضيفاً أنه لما عاد لم يختلف المشهد كثيراً عن فترة الصباح، فقرر الانتظار في الطابور أمام فرع الهجرة والجوازات في منطقة البرامكة بدمشق.
واستمر انتظار مالك من الساعة الخامسة مساءً وحتى السابعة صباحاً مع بقية الناس حين دخل مبنى الهجرة والجوازات لاستلام "استمارة طلب الحصول على جواز سفر للمواطنين العرب السوريين"، والتي تتضمن بيانات تُعبأ من قبل صاحب العلاقة، وأخرى من قبل موظف الهجرة، "نمنا بالشارع كل واحد في مكانه بانتظار دوره"، قال مالك لموقع تلفزيون سوريا.
لم تنتهِ معاناة مالك بعد انتظاره لـ 14 ساعة، إذ بعد تعبئة الاستمارة وتسليمها للموظف المسؤول، طلب منه إحضار مجموعة من الوثائق الأخرى كي يستلم جوازه في وقت لاحق وليس بنفس اليوم، ومنها وثيقة التجنيد من شعبة تجنيده والتي تتضمن موافقتها على منحِه جواز سفر، ووصل يثبت دفعه مبلغ الـ 300 ألف ليرة في البنك.
ويوم الخميس الفائت عاد مالك بعد إتمام كل أوراقه وانتظر ما يقارب ثلاث ساعات حتى استطاع الدخول إلى مبنى الهجرة والجوازات وتسليم موافقة شعبة تجنيده ووصل البنك إلى موظف الهجرة الذي لم يعطه الجواز فوراً، بل طلب منه العودة في الأسبوع المقبل، كما قال مالك لموقع تلفزيون سوريا، مضيفاً "دفعت 300 ألف ليرة على أساس جواز فوري وفي نفس اليوم، لكن ما يحصل عكس ذلك، إذ دخلت في الأسبوع الثاني من تاريخ تقديم الطلب ولم أحصل على جواز السفر حتى الآن.
أزمة مستمرة
ويواجه المئات من أبناء العاصمة دمشق مصيراً مشابهاً لمالك في ظل انتشار طوابير الناس في مختلف المدن أمام فروع الهجرة والجوازات في محاولة منهم للحصول على جواز السفر، وسط عدم اكتراث النظام السوري وادعاءاته المتكررة بقرب حل أزمة جواز السفر.
وافتتحت وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري في الثالث عشر من شهر حزيران/يونيو الجاري مبنى إدارة الهجرة والجوازات في الزبلطاني بقصد "تبسيط الإجراءات وتقديم التسهيلات للمواطنين للحصول على أفضل الخدمات". لكن هذا الفرع الجديد خصص لأبناء المحافظات الأخرى، بحسب عدد من السكان التقاهم تلفزيون سوريا، والذين أكدوا أنَّ "مبنى الهجرة بالبرامكة لأبناء مدينة دمشق، ومبنى ركن الدين لأبناء ريف دمشق".
وتبلغ رسوم جواز السفر السوري للمواطنين "داخل القطر"، بحسب "إدارة الهجرة والجوازات" 50 ألف ليرة لغير المستعجل الذي يتطلب حجز دور على المنصة الإلكترونية ثم التوجه للدائرة لتقديم الطلب في الموعد المحدد، بينما يبلغ سعره للمقيمين "خارج القطر" 300 دولار أميركي، مع الحاجة إلى حجز دور على المنصة ثم التوجه إلى "دوائر الهجرة والجوازات" لتقديم الطلب في الموعد المحدد، وبمبلغ 800 دولار للجواز المستعجل "خارج القطر"، وهذا لا يحتاج إلى حجز دور.
ولا يختلف ما يحدث داخل سوريا عن خارجها في قنصليات النظام، إذ يضطر السوريون للانتظار في طوابير طويلة للحصول على جواز السفر كما حدث في قنصلية النظام في إسطنبول منذ أيام. إذ تعرض سوريون للضرب على يد موظفي أمن القنصلية.