حصد فيلم "الابن السيئ" (The Bad Son) الوثائقي، للمخرج والمسرحي والممثل السوري غطفان غنّوم، مجموعة جديدة من الجوائز السينمائية، ليسجّل بذلك رقماً قياسياً في عدد الجوائز الدولية التي نالها والتي رُشّح للفوز بها، ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما على مستوى الأفلام الوثائقية في العالم.
ومَنح "مهرجان ماي السينمائي الدولي" Mei International Fil Festival في الهند، ثلاثاً من جوائزه الكبرى لفيلم "الابن السيئ"، وذلك عن فئات: أفضل فيلم وثائقي طويل، وأفضل إخراج (لمخرجه غطفان غنوم)، وأفضل سيناريو لـ وفاء عاملي.
كما نال الفيلم أيضاً جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في "مهرجان ريو دي جانيرو الدولي للأفلام" (Rio de Janeiro Film Festival) في البرازيل.
يأتي ذلك بعد أن حصد الفيلم العديد من الجوائز السينمائية العالمية المرموقة خلال عام 2024، نذكر منها: جائزة أفضل فيلم صادم وثائقي في مهرجان "قلب أوروبا السينمائي" بمدينة كوشيسته السلوفاكية، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان "بيرساموندا الدولي للأفلام"، وجائزة أفضل فيلم وثائقي أيضاً في "مهرجان الفيلم السويدي الدولي".
ترشيحات ومشاركات "الابن السيئ"
ووصل فيلم المبدع غطفان غنّوم إلى المرحلة النهائية في "مهرجان وورد كلاس" في العاصمة المكسيكية مكسيكو، وذلك للتنافس على جائزتي: أفضل إخراج وأفضل موسيقا تصويرية وتأليف موسيقي. ورُشّح أيضاً لنيل جائزة أفضل فيلم بقرار لجنة التحكيم في "مهرجان شورت فندلي الصيفي للأفلام".
وأيضاً، رُشّح الفيلم لنيل جائزة في "مهرجان لوس أنجلوس السينمائي الدولي"، ووصل إلى مرحلة المنافسة النهائية على جوائز "أناتوليا السينمائية" في تركيا.
ومن بين العديد من الاختيارات، تم اختيار الفيلم للعرض في مهرجانات مشهورة أخرى مثل: مهرجان سينما أنتيغوا، مهرجان البرتغال الدولي السابع للأفلام، جوائز الصورة المتحركة الدولية، جوائز ميغا فليكس للأفلام، جوائز سيلفر لينز للأفلام، مهرجان سياتل السينمائي، مهرجان الأفلام التعايشية، وجوائز "روما بريزما" للأفلام، بالإضافة إلى جوائز "المهرجان الثقافي والسينمائي الوطني في نيبال" للتنافس على جائزة أفضل وثائقي طويل في المهرجان. ما يدلّ على مكانته الفنية المرموقة في الأفلام العالمية.
تفاصيل "الابن السيئ"
يغوص الفيلم في رحلة شخصية لبطل القصة (مخرج الفيلم)، الذي يتفهّم بشكل دقيق تعقيدات الثورة في سوريا. ويستند الفيلم في مادته إلى تجارب المخرج الخاصة، إذ يروي قصة مؤثرة عن نشأته تحت نظام قمعي، وتحديات المعارضة، وتحوله إلى مدافع قوي عن الحرية والعدالة.
تتمحور القصة حول تشكيل فرقة مسرحية—مبادرة إبداعية تهدف إلى تحدي السلطة وإلهام التغيير من خلال التعبير الفني. وفي وسط الاضطهاد، يواجه المخرج ورفاقه الطغيان مباشرة، وتصبح عروضهم منارات للمقاومة تتجاوز خشبة المسرح. لكن مع تصاعد القمع من قبل النظام، تواجه الفرقة عواقب مريرة؛ كالسجن، والتهجير، وفقدان أرواح بعض أعضائها.
من خلال عدسته، يعرض المخرج على المشاهدين منظوراً عميقاً للثورة السورية، إذ يشهدون الاضطرابات العاطفية والروح الصامدة لمن يرفضون الصمت.
يتجاوز الوثائقي جذوره السورية، حين يربط بين قصة المخرج وقصة معارض إيراني، ما يوسع نطاقه ليشمل النضال العالمي من أجل حقوق الإنسان والكرامة. ومن خلال طرح قصته الشخصية العميقة، لا يدعو المخرج إلى التعاطف فحسب، بل يوجه أيضاً دعوة قوية للعمل ضد الاضطهاد في جميع أنحاء العالم.
يتحدث المخرج غطفان غنّوم واصفاً عمله بالقول: "صُممت البنية السردية للفيلم الوثائقي (الابن السيّئ) لتسليط الضوء على أوجه التشابه بين عهدي الأسد الأب وابنه، ما يوضح الطبيعة الدورية للديكتاتورية في سوريا. ومن خلال الجمع بين هاتين الفترتين، كنت أهدف إلى إظهار كيف استمر إرث الخوف والقمع الذي أسسه والد الأسد في ظل حكم ابنه، على الرغم من الآمال الأولية في الإصلاح. ومن خلال أساليب التحرير وسرد القصص الدقيقة، سعيت إلى التأكيد على التأثير الدائم للديكتاتورية على المجتمع السوري والتحديات التي يواجهها أولئك الذين يسعون إلى التغيير".