افتتحت جمعية شام للفنون التشكيلية معرضها السنوي الثالث بمشاركة فنانين من مختلف الدول العربية، لا سيما سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وذلك في فعالية ضخمة يعرض خلالها لوحات فنية وأعمال نحت وتشكيلات زجاجية ملأت البهو الرئيسي لمعرض الكتاب العربي في إسطنبول.
وانطلقت نشاطات المعرض، يوم أمس السبت، تحت اسم "معرض الخريف"، بالتزامن مع انطلاق معرض الكتاب العربي في مدينة إسطنبول غربي تركيا، والذي يستمر حتى 17 تشرين الأول 2021.
وفي حديثه لموقع تلفزيون سوريا، قال الدكتور عمر النمر رئيس الجمعية إن المعرض يأتي بعد انقطاع لعام واحدٍ نظراً لظروف انتشار جائحة كورونا وما نجم عنها من توقف جميع الفعاليات الثقافية في عموم تركيا، مشيراً إلى أنّ المعرض لهذا العام يسلط الضوء على أعمال 47 فنانا، نذكر منهم:
- الفنان وليد سالم كموش
- الفنان أحمد السردار
- الفنان إياس جعفر
- الفنان عبد الستار العاني
- الفنانة نسرين النبهاني
- الفنانة ربا علوان
- خالد درويش
- الفنان ياسر عزوز
- الفنان رجب سيد يوسف
- الفنانة هبة نعمان
- الفنانة هزار صوان
- الفنان محمود حامد
- الفنان التركي خليل برمجكي - Halil Parmakçı
- الفنان عمر النمر
- الفنانة شيرين ملا - chirin malla
- الفنان سليم زامل
وتنوعت الأعمال بين لوحات فنية زيتية ومائية وغواش وإيكريليك ومنحوتات على الخشب والخزف، إضافة إلى الصناعات التطبيقية.
واستعرض الفنانون أعمالهم في الصالة رقم 9 الواقعة على المدخل الرئيسي لمعرض إسطنبول للكتاب العربي، بعمل واحد لكل منهم نظراً للعدد الكبير من المشاركين وضيق المساحة المتاحة.
إقبال كبير على المعرض
ولفت رئيس الجمعية إلى أنّ المعرض هذا العام شهد إقبالا من قبل متذوقي الفن بشكل تجاوز التوقعات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ سوء الأحوال الجوية وبُعد مكان المعرض عن مركز المدينة، لم يثنِ الزوار عن التوافد والحضور.
وأضاف: "الناس تقرأ اللوحات كما تقرأ الكتاب لأن اللوحة والكتاب وجهان لعملة واحدة فالفن هو جزء من الثقافة، والجمعية تسعى لتنمية الثقافة الفنية، وجميع الفنانين المشاركين يسعون لتأدية دورهم في هذا الخصوص".
محاضرات فنية على هامش المعرض
ويشارك أعضاء من جمعية شآم كمحاضرين في العديد من المحاضرات الثقافية التي ستقام على هامش فعاليات معرض الكتاب العربي، حيث يلقي رئيس الجمعية الدكتور عمر النمر محاضرة يتطرق فيها إلى أسلوب العلاج بالفن التشكيلي، كما يلقي الفنان وليد كموش محاضرة عن أساليب "قراءة اللوحة".
انتقاء الأعمال المشاركة في المعرض
وقال الفنان سليم زامل مدير المعارض والأنشطة في جمعية شام للفنون التشكيلية إن الجمعية أُسست منذ 5 سنوات، وأنجزت حتى اليوم نحو 13 معرضا فنيا ضم فنانين من مختلف البلدان العربية وفنانين أتراكا.
ولفت زامل في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، إلى أنّ المعارض الأولى للجمعية ربما شهدت تبايناً في مستويات الأعمال الفنية في المعارض المنفذة، إلا أن المعرض الحالي شهد تطبيقاً لآلية جديدة في اختيار الأعمال المشاركة.
وعن الآلية المتبعة في اختيار الأعمال، أضاف زامل أنّ لجنة حيادية شكّلت لتقييم الأعمال المرشحة للمشاركة، تكونت من 9 فنانين، من عدة اختصاصات كالتصوير الزيتي والنحت والخط والإعلان، وسُمح فقط للأعمال الموافق عليها من قبل اللجنة بالمشاركة في المعرض، وذلك عن طريق تصويت اللجنة على كل عمل بشكل منفرد.
"ورودونا أبناؤنا"
تقول الفنانة السورية شيرين ملا - chirin malla المشاركة بعمل فني أطلقت عليه اسم "ورودونا أبناؤنا": "إن لوحتي تدل على الشاعرية لأن كتابة الشعر بالكلمة يوازي كتابة الشعر بالألوان، ومثّل تكوين الزهور المشكّل بانفعال؛ الأطفال السوريين خلال فترة الحرب، فالأطفال هم تلك الورود التي تفتحت وانفجرت وأحرقت ما حولها لتخرج إلى النور وتستمر بالصعود إلى السماء، وهو التغيير الذي دفعت ثمنه تلك الفئة الشابة من المجتمع".
وأضافت ملا، خريجة كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1983، أنّ "العمل الفني يمكن إداركه من المتلقي كلٌ بحسب رؤيته، فكما أنّ الفنان حرّ في تعبيراته فإن للمتلقي حرية في أسلوب فهمه للفن".
وتعمل شيرين الملا في مجال معالجة الصدمات النفسية للأطفال السوريين عن طريق الرسم، واستقرت في مدينة إسطنبول لهذه الغاية، ومن خلال تشجيع الطفل على الرسم ضمن موضوعات معينة تستطيع "ملّا" قراءة أفكار الأطفال وإدراك المشكلات النفسية التي يعانون منها عن طريق الخطوط والألوان والحركات التي يخطها الأطفال في لوحاتهم.
تضيف ملا: "نحن لا نرفض أي عمل يقوم به الطفل، لأن كل خط في رسومه يمثل جانباً من شخصيته، كما أن الرسم يمثّل وعيه وهو انعكاس للصدمات التي تلقاها، فهو الوسيلة المثلى للتفريغ، لأن الرسم كان منذ القدم اللغة الأولى للتعبير عن المكنونات النفسية الداخلية للإنسان، ورغم تطور الحضارة البشرية فإن الرسم ظلّ طريقة الإنسان للتعبير عن نفسه".
"الغريب ورحلة اللجوء"
الفنان السوري عبد الستار العاني، يطرح ضمن مشاركته الرابعة مع جمعية شام للفنون التشكيلية عملاً فنياً باسم "الغريب"، ونفذه على كانفاس قياس 100*70 سم بألوان إيكرليك، لتجسيد نص شعري للشاعر محمود المحمد يحكي قصة اللجوء ومعاناة اللاجئين وما يعتريها من مصاعب، وذلك وفقاً لتصريحاته لموقع تلفزيون سوريا.
الواقعية التأثيرية في أعمال خالد درويش
بدوره، قال الفنان السوري خالد درويش، المشارك في عمل من الواقعية التأثيرية، إن الإقبال على المعرض لافت وما يزال رواد المعرض يتوافدون.
وأشار إلى أنّه سعى من خلال عمله للانتقال من الواقعية التصويرية إلى الواقعية التأثيرية". كما أكد على أن المعرض يهدف إلى إثبات وجود الفنانين السوريين في بلدان الاغتراب وتحقيق تطلعاتهم الفنية.
"نهاية مطاف"
الفنان العراقي باسل العبيدي عضو الجمعية والمشارك بعمل أطلق عليه "نهاية المطاف"، قال لموقع تلفزيون سوريا: شاركت بعمل زيتي يندرج ضمن الأعمال الأسلوبية "فنتازيا" وليس ضمن المدارس الفنية، وتميز العمل بالمفردات الواقعية وطرحت رموزه بطريقة غير مباشرة". وتابع: "مثّل الخيل في العمل الإنسان الجامح المفعم بالحياة، إلا أن مصيره أن يلفّ بقطعة من القماش المتلاشي وينتقل بعدها إلى المجهول".
ويسعى منظمو المعرض في الجمعية عبر مختلف الأعمال الفنية المعروضة بين لوحات زيتية ومنحوتات، إلى كسر حالة الاغتراب التي يعيشها الفنانون السوريون والعرب في تركيا ومختلف بلاد اللجوء، وخلق نقطة تواصل حقيقية بين الفنان ومتذوقي تلك الأعمال، وتقريب الزوار من عالم الفن التشكيلي عبر المحاضرات المقامة على هوامش فعاليات المعرض.