نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً تحدث فيه عن أسباب وتداعيات موجة الاحتجاجات في محافظة السويداء، مشيراً إلى أنه لا يستبعد تدخل روسيا للتهدئة في المحافظة.
وتجددت الاحتجاجات في السويداء لليوم الثالث على التوالي، وامتدت أمس الإثنين إلى ثماني نقاط في المحافظة، تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية، رافعة شعارات تطالب بالعدالة في توزيع الثروة الوطنية، ومحاسبة الفاسدين، كما طالب بعض المحتجين بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على انتقال سلمي للسلطة في سوريا، وفق ما نقل موقع "السويداء 24" المحلي.
وأوضح التقرير أنه "يلاحظ في هذه الموجة من الاحتجاجات مشاركة فئات مختلفة من أبناء المحافظة، حيث شملت الاحتجاجات المتضررين من قرار رفع الدعم الحكومي ومن تردي الأوضاع المعيشية، والمثقفين وناشطي المجتمع المدني، وعناصر غير مسلحة من الفصائل المحلية".
وأضاف أن هذه المشاركة "تفسر تعدد الشعارات بين التنديد بممارسات النظام التي أدت إلى إفقار السكان، وبين المطالبة بحرية سوريا واستقلالها، وهو ما تجسّد بشعار (لا شرقية ولا غربية، نريد سوريا دون تبعية)".
ووفق المركز، فإنه "يمكن تحديد جملة من الأسباب غير المباشرة، التي أسهمت سابقاً، وما تزال، في استمرار الاحتجاجات الشعبية في السويداء، وهي:
- تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وتراجع مستوى الخدمات التي يقدمها النظام، الذي ما يزال يتمسك بأولوية فرض الأمن على حساب تقديم الخدمات وتحسين الظروف الاقتصادية.
- استمرار ضغوط روسيا والنظام لفرض التجنيد الإجباري على أبناء المحافظة، الذين يمتنع الآلاف منهم عن الالتحاق بقوات النظام، خوفاً من الزج بهم في مواجهة مع باقي مكونات الشعب.
- رفض محاولات روسيا وإيران المستمرة لتوسيع نفوذهما وحضورهما في السويداء.
وأشار "جسور للدراسات"، إلى أنه مع أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها السويداء احتجاجات من السكان على سوء الأوضاع المعيشية، إلا أن استمرار أو توقف هذه الموجة يبدو مرتبطاً بعدد من العوامل وهي:
- استخدام الحل الأمني، على غرار موجة الاحتجاجات التي شهدتها السويداء منتصف العام 2020، حيث أدت حملات الاعتقال والاحتجاز للمتظاهرين مع تقديم الوعود بالاستجابة للمطالب لإنهائها، دون استبعاد استخدام السلاح من قبل قوات النظام.
- موقف الفصائل المحلية والمرجعيات الدينية والوجهاء، حيث لا يوجد أي تأييد منهم للاحتجاجات باستثناء "قوات الفهد"، بل غالباً ما يُفضلون التهدئة على الانزلاق للتصعيد، ومن غير المستبعد أن تؤدي روسيا دوراً في هذا الصدد عبر قناة الاتصال التي تربطها مع قائد حركة "رجال الكرامة"، يحيى النجار.
يشار إلى أن الاحتجاجات ما تزال مستمرة في مدينة السويداء، بينما أفادت أنباء عن تواصل محافظ السويداء وبعض ضباط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام مع شخصيات اجتماعية ودينية، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات.