نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً تحدث فيه عن عملية الإنزال الأميركية في بلدة أطمة، والتي أسفرت عن مقتل زعيم "تنظيم الدولة"، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن "يسوق لعملية مقتل القرشي كإنجاز لإدارته".
وقال المركز في تقريره إنه "من حيث التوقيت، جاءت العملية بعد أقل من أسبوعين على هجوم التنظيم على سجن الحسكة"، مشيراً إلى أن الهجوم "أكبر اختراق أمني قام به التنظيم منذ سقوطه عسكرياً في معركة الباغوز ربيع العام 2019".
وأضاف أن الولايات المتحدة "أرادت التأكيد على استمرار قدرتها على مراقبة ومتابعة أنشطة قيادة داعش، وتقويضها في المناطق التي يُعتقد أنه بإمكان خلاياه وقيادته الاختباء بها، لا سيما أن عمليات التحالف ضد الإرهاب في إدلب انقطعت بشكل تام منذ أيلول الماضي".
ووفق "جسور للدراسات"، فإنه "من حيث المكان، فإن عملية أطمة كانت مشابهة إلى حد كبير لتلك التي نفذتها القوات الأميركية في قرية باريشا شمالي إدلب وأدت إلى مقتل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي"،
وأوضح أن "إدلب لن تعود ملاذاً آمناً للتنظيم، دون أن يعني ذلك عدم التعامل معها كولاية أمنية للخلايا التابعة له، رغم ملاحقتها باستمرار وتعرضها للاعتقال".
وأشار التقرير إلى أنه "من حيث الشكل، كان هناك حرص واضح على تنفيذ القوات الأميركية للعملية بمفردها دون أي طرف آخر، رغم قدرة القوات التركية على ذلك بمفردها أو بشكل مشترك معها، ولا سيما أن تمت أصلاً عبر تنسيق أمني رفيع المستوى، عدا أن الموقع الذي قتل فيه القرشي، ومن قبله البغدادي، يقع ضمن مربع أمني للقوات التركية في إدلب".
وخلص "جسور للدراسات" إلى أن الحرص الأميركي "يمكن تفسيره برغبة جو بايدن بالتسويق للعملية كإنجاز لإدارته"، موضحاً أن ذلك "يلاحظ من طريقة الإعلان عن مقتل زعيم التنظيم عبر كلمة خاصة للرئيس وجهها للشعب الأميركي، على غرار ما قام به ترامب من قبل في عملية قتل البغدادي، وأوباما في قتل ابن لادن".
وأكد التقرير أن "بايدن يسعى لاستخدام هذا الإنجاز في الانتخابات النصفية المقبلة في تشرين الثاني، باعتباره إنجازاً رئيسياً لإدارته في محاربة الإرهاب، والتغطية على الآثار السلبية للانسحاب من أفغانستان".
وكان الرئيس الأميركي أعلن أمس الخميس، مقتل زعيم "تنظيم الدولة"، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، في عملية للقوات الأميركية في منطقة أطمة على الحدود السورية - التركية في ريف إدلب الشمالي.
وقال الدفاع المدني السوري إنَّ 13 شخصاً على الأقل قتلوا، بينهم 6 أطفال و4 نساء، بقصف واشتباكات جرت عقب إنزال جوي لقوات أميركية، بعد منتصف ليل أمس، استهدف منزلاً في إدلب.
ونشر موقع "تلفزيون سوريا" تفاصيل العملية والاشتباكات ورواية الأهالي في مكان العملية، كما بث "تلفزيون سوريا" بعيد انتهاء العملية اللقطات الأولى من المنزل.