نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً تحدث فيه عن تجنّب "تنظيم الدولة" الإعلان عن مقتل زعيمه في التسجيل الصوتي الذي بثّه أمس، مشيراً إلى أن التنظيم "انتقل إلى اللامركزية، ومنصب الخليفة أصبح منصباً رمزياً".
وأمس الأربعاء، أصدر "تنظيم الدولة" تسجيلاً صوتياً، تحدث فيه الناطق الرسمي باسم التنظيم، أبو حمزة القرشي، ركّز فيه على تحريض وحشد مناصري التنظيم، من دون أن يذكر إنزال القوات الأميركية في أطمة، أو التطرق إلى مقتل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.
وفي رسالته الصوتية، دعا أبو حمزة القرشي أنصار وعناصر التنظيم "الذين ينشطون ضمن الولايات الأمنية"، لا سيما ضمن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، لـ "التحرك وتكثيف العمليات الأمنية من أجل فك أسر النساء والأطفال من مخيم الهول وبقية مراكز الاحتجاز".
كما وجّه القرشي تهديداً مباشراً لـ "قسد"، مجدداً التأكيد على أنها "الهدف الأول للتنظيم خلال المرحلة المقبلة".
وقال "جسور للدراسات" إنه "يلاحظ أن تعاطي "تنظيم الدولة" مع مقتل قرداش كان مختلفاً عن حادثة اغتيال زعيمه السابق البغدادي، أواخر العام 2019، عندما اعترف بمقتله وأعلن عن تنصيب خليفة جديد له.
ووفق التقرير، فإنه يمكن تفسير الاختلاف في سلوك التنظيم حول مقتل زعيمه بالنقاط الآتية:
- انتقال التنظيم إلى اللامركزية على مستوى القرار والعمل التنفيذي للولايات الأمنية، منذ مطلع العام 2019، وقد تمت هذه الآلية قبل مقتل البغدادي بسنة تقريباً، حيث نُقلت صلاحياته إلى نائبه ومنه إلى الولاة، حتى تحول الخليفة إلى منصب رمزي.
- تغير الظروف التي دعت التنظيم للإعلان عن مقتل زعيمه أواخر العام 2019، فحين قُتل البغدادي كان التنظيم بحاجة إلى التأكيد لأنصاره على صدق رسالته، لمواجهة مزاعم هروب قادته وأمرائه، في حين أصبح بعد مقتل قرداش بحاجة إلى التأكيد على سردية البقاء التي يتبناها، ومواجهة مساعي الولايات المتحدة لبث الإحباط بين عناصره ومعتقليه، لا سيما أن عملية الإنزال جاءت بعد هجوم سجن الصناعة في الحسكة.
- انتقال التنظيم من مرحلة غزوات الاستنزاف إلى مرحلة جديدة، سواء كان ذلك باستمرار هدم الأسوار أو البدء بالاقتحامات، أي توسيع وتركيز العمليات الأمنية، وبالتالي ضرورة تجنب الإعلان عن مقتل قرداش كي لا يتم التشويش على أنشطة وخطط خلاياه وعناصره والقدرة على حشد مناصريه.
وخلص التقرير إلى أن ذلك "لا يعني أن التنظيم قد يتحفظ طويلاً على الإعلان عن مقتل زعيمه، لكنه ربما يُرفق ذلك بتنفيذ عملية نوعية جديدة ضد قسد أو التحالف الدولي".