افتتحت جمعية "عطاء" للإغاثة الإنسانية، اليوم الجمعة، المرحلة الأولى من "تجمع عطاء السكني الثالث" الذي يضم مئات الوحدات السكنية في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي.
وقالت الجمعية عبر منشور على حسابها في فيس بوك، إنها افتتحت المرحلة الأولى من "تجمع عطاء السكني الثالث" المؤلف من 800 وحدة سكنية في جرابلس، بحضور نائب والي غازي عنتاب التركية، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات والمنظمات المحلية.
وتضم المرحلة الأولى 260 وحدة سكنية من مجمل الوحدات الـ800، بينما تضم المرحلة الثانية التي يتم العمل على إتمامها، أكثر من 500 وحدة سكنية، بهدف تهيئتها للسكن والتخفيف من معاناة نازحي المخيمات في الشمال السوري. وسيكون القسم الأول متاحاً لإقامة العائلات النازحة بعد شهر رمضان المقبل.
مكونات المشروع
يشار إلى أن القسم الأول المنجز، عبارة عن بناء طابقي يضم منازل بمساحاتٍ مختلفة، بعضها تتألف من غرفتين ومطبخ وحمام، أو ثلاث غرف ومطبخ وحمام، أما القسم الثاني من المشروع ويعرف بـ التجمع السكني الاقتصادي، ويضم منازل أرضية فقط، تتكون من غرفتين مع فسحة سماوية، بحسب تصريحات أدلى نائب مدير الجمعية لـ راديو "الكل".
وأضاف أن القسمين أقيما بجانب بعضهما البعض، ليستفيد قاطنوا السكن الاقتصادي من الخدمات الموجودة في التجمع الطابقي الذي يضم مدرسة، مسجداً، مستوصفاً، حدائق عامة، سوقاً تجارياً، ومبنى إداري لتقديم الخدمات العامة للنازحين، والتي تشمل خدمات النظافة العامة والصرف الصحي للتجمع ومرافقه، وتوفير المياه والحراسة للمرافق العامة.
3500 وحدة سكنية خلال العام الحالي
انطلقت فكرة التجمعات السكنية بداية عام 2014، كاستجابة للنزوح الكبير باتجاه المناطق الأكثر أمناً في شمال غربي سوريا، حيث بحثت الجمعية عن حلولٍ ذات ديمومة بعيداً عن الخيم، فبدأت بأول مشروع وحدات سكنية عبر إنشاء 100 وحدة سكنية عام 2015 في قرية حمد العمار، ثم إقامة تجمع عطاء السكني الأول في بلدة أطمة عام 2016 والذي يضم 520 وحدة سكنية.
وفي عام 2017 تم تجهيز تجمع "عطاء" السكني الثاني في بلدة أطمة عبر إنشاء 748 وحدة، ثم بدأت الجمعية في منتصف 2019 العمل على إنشاء التجمع السكني الثالث في جرابلس 2021.
أوضاع معيشية صعبه يعانيها المهجّرون في المخيمات
يأتي ذلك في ظل المعاناة التي يعيشها النازحون في مخيمات الشمال السوري نتيجة الأوضاع المأساوية، وخصوصاً في فصل الشتاء، نظراً للعواصف والأمطار الغزيرة والسيول التي يتعرض لها الشمال السوري. ومنذ مطلع السنة الحالية، خلّفت الأمطار والسيول أضراراً كبيرة في مخيّمات المهجّرين التي تؤوي أكثر من مليون نازح، ما فاقم معاناتهم بسبب ضعف البنية التحتية بالمخيمات أو غيابها، بالتوازي مع تردّي أوضاعهم المعيشية وفقدانهم مقومات الحياة الأساسية.
وكانت مدينة جرابلس أول مدينة تتم السيطرة عليها، بعد طرد تنظيم "الدولة" في 24 من آب 2016، خلال عملية "درع الفرات" التي شنها الجيش التركي مع فصائل المعارضة السورية. وشهدت المدينة منذ ذلك الحين جملة من التغييرات الخدمية والاقتصادية والديموغرافية والأمنية.