قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن عدداً من الدول العربية تدعم خطوات تركيا لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مستنكراً تصريحات كمال كليتشدار أوغلو التي زعم فيها وجود 10 ملايين لاجئ سوري في تركيا.
جاء ذلك في مقابلة على قناة "TV100" التلفزيونية التركية، ضمن التحضيرات للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
ونفى جاويش أوغلو وجود 10 ملايين لاجئ سوري في تركيا، مشيراً إلى أن عددهم بحسب الإحصاءات الرسمية هو 3.7 ملايين لاجئ.
وتساءل جاويش أوغلو عن مدى حاجة المرشح الرئاسي عن تحالف المعارضة كمال كليتشدار أوغلو لتضخيم أعداد اللاجئين في تركيا و"الكذب" بهذا الخصوص بطريقة "لا يمكن تصديقها" وفقاً لتعبيره.
وقال إنّ تصريحات كليتشدار أوغلو الخاطئة تدفع الناس لعدم الثقة به، مضيفاً أن الشخص الذي يسعى لإدارة البلد لا يجب عليه تكذيب الأرقام الرسمية.
وتابع أنه في حال الاعتماد على أعداد السوريين التي أوردها كليتشدار أوغلو فلن يبقى أحد في سوريا وجميع السوريين سيكونون في تركيا، وهذا الأمر لا وجود له.
وأوضح أنه لا يمكن إعادة السوريين الموجودين في تركيا بشكل كامل، لكن عملية الإعادة مستمرة وعاد 550 ألف سوري بالفعل إلى بلادهم.
هل سيدفع اللاجئون السوريون ثمن التطبيع مع نظام #الأسد؟
— تلفزيون سوريا (@syr_television) May 23, 2023
تقرير: أحمد إسماعيل عاصي @ahmedalasi#سوريا_اليوم #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/mChfFdWd15
محادثات مع النظام السوري بشأن اللاجئين
وأشار وزير الخارجية إلى محادثات تجري مع النظام السوري لإعادة ملايين السوريين إلى مناطق النظام وفقاً لخريطة طريق وذلك بالتعاون بين عدد من الجهات الرسمية.
ورداً على تصريحات لكليتشدار أوغلو تعهد فيها بسحب القوات التركية من الشمال السوري قال جاويش أوغلو إن الانسحاب من الأماكن المطهرة من الإرهاب سيدفع ملايين اللاجئين الجدد للقدوم إلى تركيا.
وأردف أن القوات التركية موجودة في الشمال السوري لإبعاد الإرهابيين عن الحدود التركية.
وأكد أن "الأمر (إعادة اللاجئين) لا يتم باستخدام خطاب الكراهية ومسألة اللاجئين هي مشكلة اجتماعية أمنية إنسانية والإعادة يجب أن تكون آمنة وهذا ما نعمل عليه، ويجب تأمين مناطق يمكن الاستقرار بها لمنع عودة اللاجئين، فهم جاؤوا إلى تركيا بعد تهدم مدنهم".
ولفت إلى وجود جدران على الحدود التركية مع سوريا ومع إيران لمنع تدفق اللاجئين مضيفاً أن جميع التدبيرات يتم اتخاذها لمنع دخول اللاجئين إضافة إلى العمل على إعادة الموجودين منهم في تركيا، ومسألة اللاجئين هي مشكلة عالمية وليست في تركيا فقط.
دول عربية داعمة
وقال إن تركيا تعمل مع النظام وبدعم من دول الخليج العربي والدول العربية ودعم الاتحاد الأوروبي على تجهيز مناطق عودة اللاجئين السوريين وخاصة فيما يخص الصحة والتعليم والغذاء وأماكن الاستقرار والطاقة والكهرباء، ففي حال عدم توافر هذه الشروط سيعود اللاجئون مرة أخرى.
وبيّن أن تركيا مصممة على إعادة اللاجئين لكن من دون عنصرية، موضحاً أن أنقرة تعمل على إعادتهم وفقاً لخريطة طريق.
وقال إن دولاً مثل السعودية والإمارات وقطر تدعم إعادة اللاجئين السوريين إلى المناطق الآمنة ويجب أن تكون عودتهم بشكل عقلاني وإنساني ومن دون استخدام خطاب الكراهية أو العنصرية.
وفي إجابته عن احتمال عقد لقاء بين أردوغان ورئيس النظام بشار الأسد، قال إن اللقاء يُخطط لوقت لاحق وقد عقد لقاءان على مستوى الاستخبارات بين الجانبين. واجتماع على مستوى مساعدي الخارجية وآخر على مستوى وزراء الخارجية وبعد ذلك سيتم العمل على خطة للقاء على مستوى القادة بعد إنشاء الأرضية والشروط المناسبة لذلك، وذلك سيكون نتيجة لخريطة الطريق.