كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الخميس أن رئيس بلاده رجب طيب أردوغان رفض طلب نظيره الروسي فلاديمير بوتين لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، مؤكداً أن الاتصال بين أردوغان وبشار الأسد غير وارد حالياً، وذلك في رده على ما نشرته صحيفة "تركيا" المقربة من الدوائر الحكومية.
وقال جاويش أوغلو في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة اختتام مؤتمر السفراء الثالث عشر في العاصمة التركية أنقرة: "بوتين والمسؤولون الروس قالوا لنا منذ فترة طويلة (دعونا نوصلكم بالنظام)، وأراد الروس أن يلتقي الأسد ورئيسنا أردوغان إلا أن رئيسنا قال إن الاجتماع بين أجهزة المخابرات فقط سيكون مفيداً، ولذلك كان هناك لقاء بين أجهزة المخابرات لفترة. الآن بدأت مرة أخرى. تتم مناقشة قضايا مهمة في هذه الاجتماعات".
تركيا تواصل حربها ضد الإرهاب على الأرض في سوريا
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يتم العمل على جدول زمني مع روسيا فيما يتعلق بالعمليات العسكرية المحتملة ضد المنظمات المصنفة إرهابياً في سوريا، قال تشاووش أوغلو: "نحن لا ننشئ تقويماً للعمليات مع دول أخرى".
وأضاف: "نحن نعلم أولئك الذين لا ينبغي أن يكونوا هناك لتجنب الحوادث، وعندما تبدأ العملية. فهدفنا بعد كل شيء هو تطهير الإرهابيين. نحن نقوم بهذه العمليات خاصة في سوريا لتطهير الإرهابيين الذين يهاجموننا ولديهم أجندة انفصالية. في سوريا".
وكشف جاويش أوغلو في تصريحاته اليوم الخميس عن لقاء مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في اجتماع دول عدم الانحياز ببلغراد في تشرين الأول من العام الفائت 2021، ووصف وزير الخارجية التركي اللقاء بأنه "كان على الهامش قبل العشاء، لم يكن هذا لقاء خاصا، لقد كان محادثة عادية. بخلاف ذلك ، لم يكن هناك اتصال".
وشارك جاويش أوغلو والمقداد في اجتماع مجموعة دول حركة عدم الانحياز في بلغراد، في تشرين الأول من العام الماضي 2021. لكن وزير الخارجية التركي كشف اليوم عن اللقاء.
وأضاف جاويش أوغلو: "تركيا تواصل حربها ضد الإرهاب على الأرض في سوريا، لكن صيغة أستانا جاهزة للحل من خلال الدبلوماسية والسياسة في سوريا، علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم".
الدعوة لحل سياسي بين المعارضة والنظام
وقال جاويش أوغلو: "يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف".
وتابع: "هناك نظام وهناك معارضة، ومع مرور 11 عاماً، مات الكثير من الناس، وترك العديد من الناس بلادهم، ويجب أن يعود هؤلاء الناس إلى بلدهم بما في ذلك أولئك الموجودون في تركيا .. لا يمكن لأحد أن يساعد في البناء دون وقف إطلاق النار، ونحن بصفتنا تركيا، سنبذل قصارى جهدنا، لكن وقف إطلاق النار في قلب كل هذه الأمور، لذا سوف نسرع جهودنا في هذا الشأن".
وأشار جاويش أوغلو إلى ضرورة اتخاذ خطوات فيما يتعلق بإعادة البناء، وقال: "لا أحد يريد المساعدة في إعادة الإعمار بدون وقف إطلاق النار والسلام. وهذا يشمل الاتحاد الأوروبي والفاعلين المهمين في العالم وكذلك المجتمع الدولي. لذلك تبذل تركيا قصارى جهدها، لكن أساس كل هذا هو وقف إطلاق النار. وبالطبع سنكثف عملنا في هذا الاتجاه".
وقبل يومين ذكرت صحيفة "تركيا" المقربة من دوائر حكومية، أن هناك أنباء عن محادثة هاتفية محتملة بين أردوغان والأسد. وبينت الصحيفة أن الزعيم الروسي دعا الأطراف للاجتماع لإجراء مناقشات.
وقالت الرئاسة الروسية "الكرملين"، إن الإجابة بخصوص المزاعم عن خطة اتصال بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد باقتراح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن لموسكو إعطاء تعليق عليها.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يوم الثلاثاء الماضي، أن الشؤون السورية تمت مناقشتها من قبل قادة روسيا الاتحادية وتركيا، ما تبقى هي القضايا الثنائية للنظام السوري وأنقرة، وفق وكالة ريا نوفوستي.
وقال بيسكوف للصحفيين "تمت مناقشة الشؤون السورية خلال اجتماع عقد مؤخراً في سوتشي، أما بالنسبة لآفاق الاتصالات الثنائية عبر الهاتف، فيجب أن تسأل الجانب التركي أو الجانب السوري".