كرّمت جامعة إدلب بالتعاون مع وقف الديانة التركي، اليوم الثلاثاء 110 متفوقين ومتفوقات من طلابها الخريجين من مختلف الكليات والمعاهد التابعة لها، خلال حفل على مدرّج المركز الثقافي العربي في مدينة إدلب.
وشمل التكريم طلاب تخصصات الطب البشري والصيدلة والآداب والمعاهد الطبية والهندسات والعلوم والشريعة والحقوق والإدارة والاقتصاد.
وحضر الحفل عدد من الفعاليات المدنية، منها جامعة الشام العالميّة، وممثلون عن "وقف الديانة" وحكومة الإنقاذ، كما تمّ تكريم الكادر الإداري في الجامعة.
رئيس جامعة إدلب "أحمد أبو حجر"، قال لموقع تلفزيون سوريا إنّ التكريم شمل الطلاب الثلاثة الأوائل من جميع الكليات والمعاهد في الجامعة، إضافةً إلى عمداء الأقسام والكادر الإداري.
ما بعد التخرج؟
وحول آفاق سوق العمل أمام الطلاب الخريجين، أوضح "أبو حجر" أنّ الأمر مقرون بتعافي المؤسسات في المناطق المحررة وعودة عملها بالشكل الطبيعي، الأمر الذي يفسح المجال أمام الطلاب الخريجين لدخول السوق وتأمين فرص العمل.
وعول "أبو حجر" خلال حديثه على المادة العلمية القوية التي تلقاها الطلاب خلال دراستهم في الجامعة، مما جعل شهادتها معتمدة لدى مؤسسات عالميّة منها منظمة الصحة العالميّة، كما قُبل أكثر من ثلاثين طالباً وطالبة في برامج الدراسات العليا في الجامعات التركيّة.
صالح الإسماعيل، خريج صيدلة، كان من ضمن الطلاب المتفوقين، ويرتّب في الوقت الحالي عدداً من المسارات سواء العمليّة أو العلمية، وفقاً لما قال لموقع تلفزيون سوريا.
وأوضح الإسماعيل بأنه بدأ العمل كمعيد في جامعة إدلب، كلية الصيدلة، بالتوازي مع افتتاحه صيدليّة خاصة، هذا من الناحية العمليّة، أما العلميّة فصار طالب دراسات عليا في قسم الصحة العامة وسلامة الغذاء في جامعة إدلب.
أمّا "عبد المهيمن العبود" خريج تمريض، وكان من الطلاب المتفوقين، فسيتجه هذه الأيام إلى سوق العمل بعد تخرّجه، ضمن المستشفيات والمراكز الصحيّة.
ومن ضمن الوعود المقدمة لـ "العبود" هي فرصة عمل في مستشفى إدلب الجامعي الذي افتتح مؤخراً، مؤكداً أنّ مهمته إنسانية بالدرجة الأولى.
الطالب "محمد الكدرو"، أهّله حصوله على المركز الأول ضمن دفعته من قسم التحاليل المخبرية، إلى الإكمال في كلية الطب البشري في الجامعة، وهو ما يتجه إليه بعد تخرجه اليوم.
ويوضح أنّ إنجازه كان بدعم من أهله ومدرّسيه، على الرغم من الصعوبات التي واجهها والتي كان أبرز النزوح والحملة العسكرية.
رحلة شاقة
يوضح "عبد الرحمن الحلاق" الحاصل على الترتيب الأول على دفعته في الطب البيطري، أنّ رحلته الدراسية كان محفوفة بالمعاناة والخطر، المتمثل بالنزوح لثلاث مرات، والقصف والهجمات العسكرية وتهديدات النظام وخاصة الحملة العسكرية الأخيرة، إلى جانب مستقبل مجهول من ناحية العمل أو الاستقرار.
وقال لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "قوات النظام حينما وصلت إلى مشارف مدينة إدلب خلال الحملة العسكرية الأخيرة وقبيل التخرج تسلل اليأس إلينا، لكن حاولت التواصل مع جامعة سلجوق التركية من أجل دراسة الماجستير تخصص أمراض باطنة، وتم قبولي فيها بموجب منحة، وأنا في طور دراسة اللغة التركية من إدلب، أون لاين".
ويعمل محدثنا، في الوقت الحالي على تطوير خبراته خلال عمله في فريق تطوعي متخصص في مجال الطب البيطري، وإعداد الدراسات للنهوض في الثروة الحيوانية في المنطقة، وكذلك تنظيم انطلاق نقابة للطب البيطري هي الأولى من نوعها في الشمال السوري.
يشير "الحلاق" إلى أنّ تخصص الطب البيطري هو مجهول في المجتمع ويحظى بصورة مشوّهة، إلا أنه يسهم في حفظ الأمن الغذائي اليوم في إدلب من خلال مركز في معبر باب الهوى يشرف عليه أطباء بيطريون لمراقبة المواد الغذائية التي تعبر إلى إدلب، فضلاً عن مساهمته في إنقاذ الثروة الحيوانية في المناطق المحررة.
وقف الديانة.. ثمرات تعاون
محمد عموري، وهو المشرف التعليمي في وقف الديانة التركي، الذي كان شريكاً راعياً لحفل التكريم، يوضح أنّ المشاركة في الحفل لتكريم الطلاب المتفوقين والإداريين في الجامعة، هي خطوة جاءت امتداداً لعمل طويل في الجامعة ضمن دعم البنية التحتية فيها.
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "وقف الديانة" عمل على عدة مشاريع داعمة للجامعة منها الدعم اللوجستي لسكن الطالبات التابع للجامعة، وتجهيزات ضرورية لمستشفى إدلب الجامعي، إضافة إلى مشاركة في إنشاء المخابر وأبنية للأقسام.
ويشير إلى أنّ دعم الجامعة من قبل الوقف الديانة مستمر، ضمن رؤيته للنهوض في التعليم ضمن إدلب ومن بوابة جامعة إدلب.