icon
التغطية الحية

"جائحة غير مرئية".. تلوث الهواء في تركيا يهدد الحياة أكثر من كورونا

2024.05.04 | 10:20 دمشق

إسطنبول، تركيا، 26 نيسان 2024 (الأناضول)
إسطنبول، تركيا، 26 نيسان 2024 (الأناضول)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشفت دراسة حديثة أجرتها الجمعية التركية للصدر عن ظاهرة تلوث الهواء في تركيا، حيث لم تُسجل خلال العامين الماضيين أي مدينة تتمتع بجودة هواء ضمن المستويات المقبولة وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية.

أظهرت نتائج البحث، الذي تم إجراؤه بالتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية، أن الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء خلال الثلاث سنوات الماضية قد فاقت تلك الناجمة عن جائحة "كوفيد-19".

وحذر مختصو أمراض الصدر من مخاطر تلوث الهواء على الصحة العامة، مشيرين إلى ازدياد حالات النوبات القلبية في سن مبكرة، والتي يُعتقد أنها ناتجة عن تراكم الأضرار الناجمة عن استنشاق الهواء الملوث، وليس عن التطعيمات كما يعتقد البعض.

وعقدت الجمعية التركية للصدر مؤتمرها السنوي السابع والعشرين في جمهورية شمال قبرص التركية، بمشاركة دولية واسعة، تحت شعار "كن صوتًا من أجل المناخ، تنفس من أجل العالم".

وخلال المؤتمر الذي نقل تفاصيله موقع (Hürriyet Daily News) التركي، سُلط الضوء على البيانات المُقلقة حول تلوث الهواء في تركيا، والتي كشفت أن الجزيئات الدقيقة من الملوثات قد تسببت في وفاة أكثر من 87 ألف شخص فوق سن الثلاثين عاما 2022 فقط، 40 ألفاً منهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية و 18 ألفاً بسبب أمراض الجهاز التنفسي.

وكان العدد الفعلي للوفيات المتعلقة بالتعرض إلى الجزيئات الدقيقة من الملوثات خلال الفترة ما بين 2020 إلى 2022 188 ألفاً، في المقابل كانت وفيات "كوفيد-19" في الفترة نفسها نحو 100 ألف.

المدن الكبرى أكثر عرضة للتلوث

وأوضح الخبراء أن 51 ولاية تركية تعاني من مستويات تلوث هواء تتجاوز الحدود المسموح بها لمنظمة الصحة العالمية.

ورصد الخبراء قياسات PM2.5 و PM10، وهي جزيئات دقيقة ضارة للغاية، في جميع أنحاء البلاد، وتجاوزت جميعها القيم الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية.

وكانت النتائج أسوأ في المدن الثلاثة الكبرى، حيث وصلت مستويات PM10 إلى أربعة أضعاف الحد المسموح به لمنظمة الصحة العالمية.

وأشار الخبراء إلى أن المناطق الأكثر تأثراً هي ولايات جنوب شرق الأناضول وشرق الأناضول، مثل موش وإغدير وحكاري، وذلك "جزئيًا بسبب بنيتها الجغرافية".

وأكد خبراء أمراض الصدر أن تلوث الهواء يُعدّ "جائحة غير مرئية" تُهدد الصحة العامة بشكل خطير، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الملوثات وتحسين جودة الهواء.