صفحت عائلة هولندية عن لاجئ سوري دهس إمراة مسنة من أفراداها "خطأ" بسيارته ما أدى لوفاتها، في لفتة وصفتها وسائل إعلام هولندية بـ "الإنسانية".
وفي شهر تشرين الأول من عام 2022، دهس اللاجئ السوري (سمير أ ـ 46 عاما) إمراة مسنة بسيارته عندما كانت تعبر الطريق، ما أدى لوفاتها على الفور في إحدى قرى جنوبي هولندا.
وقال اللاجئ السوري المقيم في مدينة نوردفيك في جلسة الاستماع في وقت سابق من هذا العام إنه كان يقود سيارته بـ"حذر شديد"، مضيفاً أنه كان يفعل ذلك دائماً لأن أجهزة استشعار الوقوف في الجزء الخلفي من سيارته كانت معطلة.
وعلاوة على ذلك، قال إنه لم يكن في عجلة من أمره، كما اعتذر عدة مرات وقال إنه "حزين جداً".
"مفاجأة" بعد حضور عائلة الضحية للمحاكمة
ولم يحضر أقارب الضحية سينتجي كاردول البالغة 78 عاما جلسة الاستماع في كانون الثاني الماضي، وتبين لاحقاً أنه لم يتم إبلاغهم بموعد الجلسة، فأرسلوا بريداً إلكترونياً حول هذا الأمر إلى المحكمة، التي قامت بإلغاء الجلسة التي كانت مقررة في 26 من كانون الثاني وأعادت فتح القضية، وأعادت جلسة المعالجة الموضوعية بشكل مختصر قبل أيام، لإتاحة الفرصة لأقارب الضحية ليقولوا كلمتهم.
وخلال الجلسة، اتضح أنه جرت محادثة بين اللاجئ السوري وابن الضحية وزوجة أخيها، وقال اللاجئ السوري في جلسة الاستماع السابقة إنه لم يجرؤ على الاتصال بالعائلة: "إذا فعلت شيئاً كهذا في سوريا من حيث أتيت، فسوف تقتل على يد عائلة الضحية.. لقد اختبأت لمدة ثلاثة أسابيع لأنني كنت خائفاً من أن يفعلوا بي شيئاً"، وفق ما ذكر موقع "أومروب فيست".
ووفقاً لابن السيدة كاردول، فقد تمت معاقبة اللاجئ السوري بما فيه الكفاية، ويقول: "كانت المحادثة معه جيدة، وتمكنت من قول ما أريد.. لقد شعرت بالراحة.. لم أره قاتلاً بل رأيته كإنسان فقط.. وخلال المحادثة، عرض الابن على اللاجئ السوري صورة والدته "للتأكد من أن المشتبه به سيسنى الصورة التي كانت الضحية تبدو عليها بعد الحادث".
وكانت المحادثة بمثابة ارتياح كبير للجاني أيضاً، ويقول "لم أتوقع أبداً أن يكون مثل هؤلاء الأشخاص الرائعين موجودين، لو كنت أعرف ذلك، لكنت أبلغتهم بسرعة، لكنني كنت خائفاً للغاية"، مضيفاً "يبدو الأمر كما لو أن ثقلاً كبيراً قد تم رفعه عن كاهلي"، وعن الحادث نفسه يقول: "أنا آسف".
بدوره ويقول كل من شقيق الضحية وزوجة أخيها: "نحن نفتقد أختنا، لكننا لن نعيدها بعقوبة".
لا تزال حفيدة السيدة كاردول تواجه صعوبة في ذلك "لا أستطيع أن أقول ذلك، وأنك تفهم أنه كان مجرد حادث.. هذا يبدو وكأنه نوع من الخيانة للجدة.. لن أتمكن مطلقاً من التحدث إليها أو رؤيتها مرة أخرى، وهذا أمر صعب للغاية".
بدوره، وصف المدعي العام موقف العائلة الهولندية بأنه "جميل للغاية" وقال "نحن لا نرى ذلك في كثير من الأحيان في الحوادث المرورية.. هناك بعد إنساني للأمر.. لكنني أفهم الحفيدة أيضاً.. لقد رحل شخص ما فجأة وهذا أمر محزن للغاية".
"عناق" ومطالبة بالبراءة
وبغض النظر عن كل تلك المشاعر، يتمسك المدعي العام بمطالبته بـ"الحكم على اللاجئ السوري بخدمة مجتمعية لمدة 200 ساعة وحرمان مشروط من القيادة لمدة عام".
أما محامي اللاجئ السوري يطالب المحكمة بالحكم عليه بـ "البراءة من تهمة القيادة المتهورة".
ومن المقرر أن تصدر المحكمة حكمها في 13 من أيار الجاري، ويشار إلى أنه عندما انتهت جلسة الاستماع توجه اللاجئ السوري نحو ابن السيدة كاردول وعانقه تعبيراً عن إمتنانه له.
وجاء اللاجئ السوري إلى هولندا مع عائلته في عام 2015 ويعمل في توصيل الطرود منذ ذلك الحين.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في هولندا بأكثر من 120 ألفا وصل معظمهم بعد اندلاع الحرب في سوريا.