icon
التغطية الحية

توترات متزايدة على الخط الأزرق.. هل يمنع القرار 1701 مواجهة شاملة جنوبي لبنان؟

2024.10.03 | 11:14 دمشق

4576
تصاعد التوتر على الخط الأزرق.. هل ينجح القرار 1701 في تفادي مواجهة جنوبي لبنان؟ (أحد "البراميل الزرقاء" التي تحدد الخط الأزرق جنوبي لبنان/UN)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • القرار 1701 يهدف إلى وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، ويضع ترتيبات أمنية تشمل إنشاء منطقة عازلة على طول الخط الأزرق تحت إشراف قوات اليونيفيل لضمان الاستقرار.


وسط تصاعد التوترات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، عاد قرار مجلس الأمن رقم 1701 إلى الواجهة كأحد الركائز الأساسية في مساعي حفظ السلام والاستقرار في المنطقة.

منذ اعتماد القرار عام 2006، لعب هذا القرار دورا محوريا في وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، وتثبيت الخط الأزرق كحد فاصل مؤقت تحت إشراف قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

ونشر موقع الأمم المتحدة مقالاً أشار فيه إلى أنه ومع تزايد المخاوف من انفجار نزاع واسع النطاق، تبرز أهمية هذا القرار في كبح جماح التصعيد وضمان الأمن على طول الحدود الجنوبية اللبنانية. لكن مع استمرار الانتهاكات، يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن أن يصمد القرار 1701 أمام التحديات المتزايدة؟

قرار مجلس الأمن 1701: حجر الزاوية في استقرار لبنان وإسرائيل

في الأسابيع الأخيرة، تصدّر قرار مجلس الأمن رقم 1701 النقاشات المتعلقة بالوضع المتوتر بين إسرائيل وحزب الله. ورغم اعتماده منذ ما يقرب من عقدين في عام 2006، لا يزال هذا القرار محوريا في تحديد مستقبل السلام والاستقرار بين لبنان وإسرائيل، خاصة في ظل تصاعد الهجمات المتبادلة.

واعتمد القرار بالإجماع في عام 2006 خلال جلسة تاريخية لمجلس الأمن، إذ تم تصميمه لوقف العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل بعد حرب عام 2006. القرار دعا إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإنشاء منطقة عازلة خالية من الميليشيات المسلحة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مما يشمل تعزيز قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) حتى 15 ألف جندي.

إضافة إلى ذلك، تضمن القرار سحب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان، مع توفير الدعم للقوات المسلحة اللبنانية لضمان الاستقرار وعودة النازحين.

أبرز بنود القرار

شمل القرار 19 فقرة رئيسية، أهمها دعوة كل من إسرائيل وحزب الله لوقف كامل للأعمال العدائية. من بين العناصر المهمة:

  • الاحترام الكامل للخط الأزرق من قبل الطرفين
  • منع وجود أي قوات مسلحة غير لبنانية في جنوبي لبنان
  • حظر نقل الأسلحة إلى لبنان إلا بموافقة الحكومة اللبنانية
  • تسليم خرائط الألغام المتبقية في لبنان من قبل إسرائيل

ما هو "الخط الأزرق"؟

الخط الأزرق، الذي يمتد على طول 120 كيلومتراً، ليس حدوداً رسمية، بل "خط انسحاب" مؤقت رسمته الأمم المتحدة في عام 2000 لتوثيق انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان. تتم مراقبة هذا الخط بواسطة قوات اليونيفيل التي تسعى للحفاظ على الاستقرار، إذ تفرض تقديم إشعار مسبق من أي طرف يرغب في إجراء أنشطة قرب هذا الخط لتفادي التوترات.

تطبيق القرار 1701: مسؤولية مشتركة

تضطلع قوات اليونيفيل بدور رئيسي في مراقبة تنفيذ القرار 1701، وهي تعمل على منع انتهاك الخط الأزرق من أي جهة. عند وقوع أي حادث، تقوم القوات الأممية بنشر تعزيزات فورية لتجنب التصعيد بين الجانبين، وتعمل بالتنسيق مع الجيشين اللبناني والإسرائيلي لاحتواء الموقف.

الوضع الحالي على الأرض: تصاعد مستمر

في المدة الأخيرة، تصاعدت التوترات بشكل كبير على طول الخط الأزرق، خصوصا بعد 7 أكتوبر 2023، مما أدى إلى تفاقم الوضع بين إسرائيل وحزب الله. شهدت الأشهر الأخيرة تبادلاً متواصلاً لإطلاق النار، مع توغلات برية محدودة من قبل القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما اعتبرته اليونيفيل انتهاكا للسيادة اللبنانية والقرار 1701.

دور قوات اليونيفيل: حدود واستخدام القوة

رغم تصاعد التوتر، تواصل قوات اليونيفيل أداء مهماتها في جنوبي لبنان ضمن حدود القرار 1701. وفي ظروف معينة، يسمح لها باستخدام القوة لضمان عدم استغلال منطقة عملياتها لأغراض عدائية أو لحماية أفرادها والبنية التحتية الإنسانية.

وتواصل الأمم المتحدة دعواتها إلى كل الأطراف للالتزام بقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار 1701، باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.