هاجمت مجموعة من المستوطنين عائلة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وقاموا بالاعتداء على رب الأسرة بالضرب المبرح وحطموا أثاث المنزل، وذلك بعد ساعات من مقتل مستوطن بإطلاق رصاص من قبل مجهولين الخميس الماضي.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن 15 مستوطناً اعتدوا على عائلة فلسطينية ليل الخميس-الجمعة الماضي، في قرية "قريوت" التابعة لمحافظة نابلس.
وأضافت الصحيفة أن الهجوم حدث في الساعة الثالثة من فجر أمس، الجمعة، حيث شرع المستوطنون في إلقاء الحجارة على أحد منازل القرية، ومن ثم اقتحموه واعتدوا على والد الأسرة المدعو وائل بهجت مقبل.
وتعرض وائل مقبل (61 سنة) لإصابات بليغة نتيجة الاعتداء عليه بالضرب المبرح من قبل المستوطنين، أدت إلى تكسير أربعة أضلاع في صدره وانتفاخات ظاهرة في وجهه وحول عينيه.
كسروا أضلعه وفروا
ووصف مقبل لصحيفة "العربي الجديد"، كيف نجا من الاعتداء الذي كاد أن يودي بحياته، بأنه كان مباغتاً، موضحاً بأنه فوجئ بنحو 15 مستوطناً يحملون القضبان الحديدية والعصي يهاجمونه بشكل جنوني، وينهالون عليه بالضرب على رأسه وصدره وباللكمات على وجهه، وحاولوا سحبه إلى خارج البيت.
ومن التفاصيل التي ذكرها مقبل، أنه عندما سمع طرقاً شديداً على باب منزله فجر الجمعة، سأل من الطارق؟ فجاءه الرد بعربية ركيكة "افتح جيش"، أي أنهم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن المعتدين لم يكتفوا بضرب والد العائلة وإنما قاموا بتحطيم المنزل وتدميره، وتنقلوا بين الغرف وهم يكسرون الأثاث ويحطمون الأدوات والأجهزة الكهربائية.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المستوطنين المهاجمين فروا من المكان من دون أن يعتقلوا، في حين نُقل الفلسطيني المصاب إلى مشفى بنابلس.
ونشرت العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية صوراً لمقبل وآثار اللكمات ظاهرة عليه، كما تدوال العديد من الناشطين صور وائل مقبل وعبروا عن إدانتهم لما حدث.
عائلة مقبل تنجو من جريمة مشابهة لجريمة حرق عائلة دوابشة.
— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) December 17, 2021
مستوطنون قاموا فجرًا بمهاجمة منزل وائل مقبل في بلدة قريوت، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وكسروا كافة ممتلكات المنزل ومركبته!! pic.twitter.com/PUikNXjRLz
استنفار أمني بعد مقتل مستوطن
يشار إلى أن الاعتداء على العائلة الفلسطينية جاء بعد ساعات من مقتل مستوطن إسرائيلي، يوم الخميس الماضي، إثر تعرض سيارة كانت تقله مع اثنين من رفاقه إلى إطلاق رصاص بالقرب من مستوطنة "حاموش" القريبة من نابلس، في حين أصيب الآخران بجروح طفيفة.
ومنذ مقتل المستوطن قبل يومين، تشهد الضفة الغربية المحتلة استنفاراً أمنياً إسرائيلياً واسعاً، يشارك فيه جيش الاحتلال ومخابراته، الذين شنوا حملة مداهمات واسعة، بإشراف مباشر من قبل رئيس هيئة الأركان، أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، إضافة لكبار الضباط الأمنيين والمئات من الجنود.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، أسفرت المداهمات صباح أمس، الجمعة، عن اعتقال عدد من الفلسطينيين بعد اقتحام مئات المنازل، ومصادرة الأشرطة المسجلة من الكاميرات الأمنية في قرى المنطقة المحيطة.
يشار إلى أن المستوطنين صعدوا هجماتهم للقرى والبلدات الفلسطينية في محافظة نابلس، بعد مقتل المستوطن.
وجرت العادة أن يصعد المستوطنون بعد حوادث من هذا النوع إلى تلال الضفة الغربية المحتلة لإقامة بؤر استيطانية، مستغلين الفوضى وحالة الغضب وذلك بالتنسيق مع جهاز الأمن لبضعة أيام، ولكن في بعض الحالات تبقى هذه المستوطنات كما حدث في مستوطنة "إفيتار" في أيار/مايو الماضي.
חברי תנועת 'נחלה' הקימו היום מאחז חדש לזכר יהודה דימנטמן, סמוך לקרית ארבע. ח"כ @mossi_raz ממרצ: "פניתי בדרישה לפנות אותו. לא נרשה מאחזים חדשים" @glick_sh pic.twitter.com/a676MT2GM3
— גלצ (@GLZRadio) December 17, 2021
وهذه المرة لم تمض ساعات قليلة من محاولة عناصر "حركة نحالا" الاستيطانية إقامة بؤرة استيطانية جديدة، حتى قامت قوات الشرطة بإخلائها.
ويأتي الاعتداء على العائلة الفلسطينية بالتزامن مع الجدل الحاد الذي تشهده الحكومة الإسرائيلية حول مسألة العنف الذي يرتكبه مستوطنون يهود في حق فلسطينيين، لا سيما بعد تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بار ليف، هذا الأسبوع خلال اجتماع مع مسؤولة أميركية بأنه "يأخذ عنف المستوطنيين على محمل الجد".