تنظيم حفلات الزفاف.. مهنة جديدة تبدع بها النساء السوريات في مصر

يعد تنظيم الحفلات أحد المهن الجديدة ومحدودة النطاق بالنسبة للسوريين، ولكن استطاعت المرأة السورية أن تدخله من أوسع أبوابه وتبدع فيه بمصر.

وعلى الرغم من انتشار هذه المهنة بكثرة في الآونة الأخيرة في مصر، استطاعت النساء السوريات إضافة لمستهن الخاصة بهذا المجال، وتنظيم وإدارة مناسبات شاملة للمصريين والسوريين بشكل أوسع، بطرق مبتكرة ومراعاة للعادات والتقاليد المختلفة للشعبين.

وتتضمن هذه المهنة تنظيم الأعراس والحفلات الخاصة من نواحي عديدة، مثل تزيين الحفل، والاهتمام بتفاصيله من الضيافة ومواعيدها، ومطربين، وترتيب الأغاني، ومواعيد دخول وخروج العروسين، بالإضافة إلى طرق مبتكرة في نقل جهاز العروس والعريس.

نجاح في وقت قياسي

غفران عقاد(41 عاما)، سورية من حلب مقيمة في القاهرة، وواحدة من أهم العاملات في مجال تنظيم الحفلات، لم تدع عملها في مجال التدريس يعيقها في ملاحقة أحلامها ومتابعة شغفها في هذا المجال.

تقول غفران لموقع"تلفزيون سوريا" بدأ عملي بمحض الصدفة، أنا شخصية اجتماعية وكنت أنظم الأعراس التي أحضرها بشكل عفوي، فأجد نفسي أطلب من المعازيم الجلوس، وأنسق الأغاني، وكان الجميع يحب وجودي في الحفل.

ومنذ عام تواصل سوريون معي من قاعة أفراح في مدينة العبور التي أعيش فيها وطلبوا مني مساعدتهم في تنظيم أحد الأعراس ومن هنا كانت أول خطوة لي في هذا العالم.

ما يزال السوريون المقيمون في مصر محافظون على أغلب العادات والتقاليد السورية المتبعة في الزواج، وحفلات قدوم المولود، والنجاح، والموالد، ولم تتغير طرق الاحتفال بل أضيف عليها بعض من صيحات الموضة الجديدة في عالم الحفلات.

وكما جرت العادة، يحتفل السوريون بالزواج بطريقة تسمى"إسلامية" حيث ينفصل الرجال عن النساء ويحتفل كل منهم في قاعات منفصلة عن بعضها.

تضيف غفران، أنظم الحفل في شقين مختلفين، فأساعد العروس في اختيار الفستان، وأرتب معها الأغاني (سواء مسجلة، أو مطربة، أو فرقة إنشادية) من ثم نهتم بالضيافة، وأتعامل مع المطاعم التي تورد لي الطعام، حتى إني أتولى حجز القاعة بحيث لا يشعر بالضغط أهل العروس والعريس.

أما بالنسبة للعريس، تقول غفران أتولى موضوع حجز قاعته، والترتيب مع المطرب، وتنسيق دخوله إلى قاعة العروس، وكافة مستلزمات العرس، وأتواصل مع المطربين وفرق الإنشاد ومديري القاعات من أجل تنظيم مواعيد بدء وانتهاء العرس.

تقول غفران، على المرأة السورية أن تواصل أحلامها مهما بلغت من العمر، ومهما كانت الظروف صعبة، وموضوع تنظيم الحفلات ساعدني جدا في إدارة حياتي كما أن مردوده المادي جيد أيضا، فمن ناحية أحقق حلمي ومن ناحية أخرى أجني المال.

التنوع في طرق تنظيم المناسبات

ابتكرت عطرة منور، سورية مقيمة في مصر، طرقا جديدة في مجال تنظيم الحفلات، وساهمت في نشر ثقافة تزيين جهاز العروس التي لم تكن منتشرة سابقا في أوساط السوريين.

بدأت الفكرة لدى عطرة في أثناء تجهيزها لزفافها، فقامت بتزيين حقائب الجهاز الخاص بها، ومن ثم بدأت تشتري حقائب جهاز وتقوم بتزيينها على حسب رغبة العروس وتؤجرها من ثم تستردها، مما فتح أمامها فرص للعمل في هذا المجال.

تقول عطرة، كنت أتسوق الحقائب من الخارج، وأراعي جميع الأذواق، فمنهن من يفضل الشرائط الملونة، ومنهن من يفضلن الورود والسلال، وهذا دفعني لكي أطور من نفسي وأدخل عامل تزيين الحفلات، من حفلات الخطوبة وعقد القران، إلى حفلات أعياد الميلاد والتخرج وقدوم المولود، وفي كل مناسبة كنت أبتكر زينة خاصة ومميزة، وأضع لمسة مختلفة.

تضيف عطرة، مع الإقبال الشديد على الفكرة وبعد 5 سنوات في هذا المجال، استطعت أن أفتح محلي الخاص، الذي يتضمن جميع مستلزمات الحفلات، سواء حقائب الجهاز، أو "بوكيه الورد" الخاص بالعروس، واكسسوارت العروس كاملة، بالإضافة إلى مناديل عقد القران، والكثير من مستلزمات الحفلات الأخرى.

وعلى الرغم من انتشار مهنة تنظيم الحفلات في مصر، إلا أن الأفكار التي تطرحها السوريات لها رونقها الخاص، سواء في التزيين أو حتى في اختيار ما هو مناسب بالحفل على حسب نوعه ووقته، وعلى حسب التكلفة المخصصة له مما يؤمن احتياج الزبائن، كما يراعى في هذا المجال جميع الطبقات الاجتماعية، ويمكن تنظيم الاحتفال على حسب القدرة المادية الخاصة بكل زبون.

كما ساعد هذا المجال سواء يعمل به (سوريين أو مصريين) في تحويل كثير من المنازل إلى أشبه بقاعات الاحتفال، ولكن بتكلفة أقل بكثير، عن طريق تزيين المكان، وإحضار مكبرات الصوت والإضاءة، مما أتاح لكثير من الفتيات إقامة حفلات خطوباتهن في المنزل بشكل يعادل جمال القاعات.

اقرأ أيضاً

العراضة وفرق الإنشاد الديني.. موروث شعبي نقله السوريون إلى مصر

مجال يفتح باب فرص عمل جديدة

لم يقتصر مجال تنظيم الحفلات على التزيين والاهتمام بالتفاصيل كاملة، بل فتح الباب أمام فرص عمل جديدة للنساء اللواتي يعملن من المنزل بإعداد الطعام، وتأتيهن طلبات كبيرة عند وجود زفاف

وفي الغالب تكون الضيافة الخاصة بالسوريين عبارة عن (محلاية أي حليب مطهو مع بعض المواد) أو حتى البوظة العربي، ولكن في الآونة الأخيرة انتشرت عادة" الصحن الفرنسي" والذي يتكون من (تبولة وبرك بالجبنة وقطع بيتزا وكبة مقلية وأحيانا سندويشات صغيرة).

وتقوم النساء بإعداد الوجبات في المنزل وبيعها، مما يوفر لهن فرص عمل ويساعدهن على تولي أمور حياتهن.

شيماء سعد (40 عاما)، سورية تقيم في القاهرة تقول، أعد الأطباق الخاصة بأحتفالات السوريين، أجهزها وأطهوها وأنظمها بشكل ما في الأطباق من ثم أغلفها، وأرسلها لمكان الحفل سواء في المنزل أو في قاعة مناسبات.

تضيف شيماء، ليس فقط حفلات الزفاف، بل يوجد أيضا حفلات قدوم المولود، وحفلات أعياد الميلاد، كما أن التقديم ليس دائما عبر أطباق، بل يكون أحيانا عن طريق رص الطعام بشكل بوفيه مفتوح، ويعود لك على حسب المبلغ الذي يريده الزبون.