اندلعت مواجهات، أمس الثلاثاء، بين شبّان فلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق بالضفة الغربية المحتلة، وذلك تنديداً بـ"مسيرة الأعلام" التي ينظمها مستوطنون إسرائيليون في القدس.
وبحسب وكالة "الأناضول" فإنّ الشبّان الفلسطينيين رشقوا الجيش الإسرائيلي بالحجارة والزجاجات الفارغة وأشعلوا الإطارات المطاطية، في حين ردّ الاحتلال بإطلاق الرصاص المطّاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأضافت "الأناضول" أنّ العشرات من الفلسطينيين المشاركين في الاحتجاجات أصيبوا بالاختناق من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وجنوبي الضفة، قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي، مظاهرةً في مدينة "بيت لحم" خرجت من منطقة "باب الزقاق" مرورا بشارع القدس الخليل، وصولاً إلى المدخل الشمالي للمدينة عند محيط مسجد "بلال بن رباح"، وذلك تنديداً بـ"مسيرة الأعلام".
كذلك، شهدت مدينة الخليل في الضفة، اندلاع مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند مدخل "مخيم العروب" شمالي المدينة، أصيب خلالها العشرات بالاختناق من جراء استنشاقهم الغاز.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أنّ قوات الاحتلال أغلقت مدخل المخيم بأسلاك شائكة، تحسباً لاندلاع مواجهات، بالتزامن مع "مسيرة الأعلام" في القدس، بينما تعمّد الجنود إطلاق قنابل الغاز والصوت صوب نوافذ وباحات المنازل.
وفي وسط الضفة، اندلعت مواجهات عند حاجز "بيت أيل" شمالي مدينة رام الله، أصيب خلالها عدد من الشبّان بحالات اختناق، نتيجة استنشاق الغازات المسيلة للدموع.
"مسيرة الأعلام" الإسرائيلية تصل منطقة باب العامود
انطلقت في وقتٍ سابق، أمس، "مسيرة الأعلام الإسرائيلية" الاستفزازية بمشاركة نحو 5 آلاف مستوطن إسرائيلي، من القدس الغربية إلى القدس الشرقية المحتلة.
ووصلت "مسيرة الأعلام" - تحت حراسة أمنية مشدّدة جداً - إلى منطقة "باب العامود" أحد أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة، وسط هتافات "الموت للعرب" من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أفرغت "باب العامود" كلياً من الفلسطينيين، بعد قمعهم بالضرب وإطلاق قنابل الصوت والرصاص المعدني تجاههم، وذلك تزامناً مع وصول "مسيرة الأعلام" إلى المنطقة.
وبحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فإنّ 17 فلسطينياً أصيبوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة بالقدس، تزامنا مع انطلاق المسيرة، نقل 3 منهم إلى المستشفى، في حين عولج البقية ميدانياً.
ما قصة "مسيرة الأعلام الإسرائيلية؟
نظّم مستوطنون إسرائيليون - من اليمين المتطرف - مسيرة أعلام بمناسبة ذكرى احتلال إسرائيل للجزء الشرقي من القدس ووقوع المدينة برمتها تحت الاحتلال، حسب التقويم العبري.
وكان من المقرّر تنظيم "مسيرة الأعلام، في أيار الماضي، لكن جرى تأجيلها إثر مواجهة عسكرية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بين 10 و21 من الشهر ذاته.
وسبق أن ألغت شرطة الاحتلال الإسرائيلي هذه المسيرة بعد أن حُدد، الخميس الماضي، موعداً لها، ولكنّ حكومة الاحتلال السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو حدّدت موعدها، أمس الثلاثاء، وذلك قبل رحيلها بيومين.
في المقابل، وجّه ناشطون فلسطينيون دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاحتشاد في منطقة "باب العامود" بالتزامن مع "المسيرة الاستفزازية"، فيما حذّر مسؤولون وأحزاب فلسطينية من تبعات السماح بهذه المسيرة، محمّلين "الحكومة الإسرائيلية" مسؤولية تداعياتها.