تزايدت شكاوى السكان في محافظة طرطوس غربي سوريا، من تأخر رسائل توزيع أسطوانات الغاز المنزلي لأكثر من 75 يوماً، وسط مخاوف من بدء توزيع المادة حسب عدد أفراد الأسرة.
وقالت "مها" من سكان مدينة طرطوس، إنّ "آخر رسالة وصلتها لاستلام حصتها من الغاز كانت منذ أكثر من 75 يوماً، وهذا الأمر بالنسبة لها غير مقبول".
وأضافت مها لصحيفة "تشرين" المقربة من النظام: "كنت أحاول في الأشهر السابقة التخفيف من استخدام الغاز بالطبخ على الطباخ الليزري الكهربائي، ولكن في ظل التقنين الجائر هذه الأيام أصبح لا قيمة لوجوده، وخاصة أن الكهرباء لا تأتي أكثر من نصف ساعة كل خمس أو ست ساعات".
من جهته، لفت بسام أحمد، صاحب أسرة مكونة من 7 أشخاص، إلى أن أسطوانة الغاز بوزن عشرة كغ لا تكفيه أكثر من عشرين يوماً، ويصعب عليه كموظف شراء الغاز من السوق السوداء خاصة أن سعر أسطوانة الغاز تجاوز 275 ألفاً.
وأضاف أنه يعيش كابوساً حقيقاً بعد انتهاء الغاز من بيته، لعجزه عن تأمينه أو إيجاد بدائل كشراء طباخ ليزري بعد أن تجاوز سعره 400 ألف ليرة.
وأبدى السكان استغرابهم مما يتم تداوله عن توزيع مادة الغاز حسب عدد أفراد الأسرة، موضحين أن الغاز ليس كمادة الخبز، إذ إن استخدام الغاز يكون في الكثير من الأحيان بديلاً عن مازوت التدفئة شتاءً، عدا عن استخدامه في الطبخ مهما بلغ عدد أفراد الأسرة، سواء كانوا اثنين أو عشرة، فاستهلاك الغاز هو نفسه.
ما تبرير حكومة النظام؟
وفي سياق التعليق على شكاوى السكان، ذكر عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في طرطوس جورج حنا أن "السبب في تأخر الرسائل هو عدم توفر المادة بسبب الحصار الاقتصادي الجائر على سوريا والمستمر حتى اليوم وتأثيراته الكبيرة على القطاع النفطي الذي أدى إلى انخفاض التوريدات"، حسب وصفه.
وبالتالي أدى ذلك إلى انخفاض مخصصات المحافظة من الطلبات، وبحسب حنا، فإن الحاجة الفعلية للمحافظة من الغاز يومياً هي 10 آلاف أسطوانة، ولكن وما يتم تأمينه يومياً من 6 آلاف أسطوانة إلى 6500 وذلك بحسب خطوط الإنتاج وما هو متوفر
وفي بعض الأحيان، تحدث انفراجات فترتفع الكمية إلى 7 آلاف أسطوانة يتم توزيعها على المعتمدين لإيصالها للمواطنين من خلال إرسال رسائل بعدد الأسطوانات المتوفرة.
وحول ما يتم تداوله عن توزيع مادة الغاز حسب أفراد الأسرة، اعتبر حنا أن هذا القرار مركزي ولم يصل للمحافظة أي شيء بهذا الخصوص.
ورأى أن هذا القرار "صائب ومهم في تحقيق عدالة التوزيع، لأن هناك عائلات مكونة من 10 أشخاص وعائلات مكونة من 3 أو 4 أفراد وكلاهما له المدة نفسها لاستلام الغاز".