icon
التغطية الحية

"تلفزيون سوريا" يكشف عن توغل دبابات إسرائيلية داخل سوريا.. ماذا يحدث في الجولان؟

2024.10.09 | 22:28 دمشق

رسم توضيحي للطريق الذي شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي شقه داخل الأراضي السورية (تصميم: تلفزيون سوريا)
خارطة ورسم توضيحي للطريق الذي شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشقه داخل الأراضي السورية (تصميم: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • كاميرا "تلفزيون سوريا" تكشف توغل دبابات وآليات إسرائيلية في الجولان داخل الأراضي السورية، والشروع بشق طريق "سوفا 53" وحفر خنادق عميقة ووضع نقاط مراقبة بطول أكثر من 70 كيلومتراً على الحدود وعمق يصل إلى كيلومتر واحد.
  • يعتبر الطريق الجديد خرقاً لاتفاق "فض الاشتباك" الموقع عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، إذ يقع شرق "خط برافو" المحدد في الاتفاق.
  • هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية لإنشاء "حزام أمني" على الحدود، مستغلة التصعيد ضد حزب الله في لبنان وحالة الاضطراب في المنطقة.
  • يشير محللون إلى أن التحركات الإسرائيلية تهدف لتحقيق معادلة أمنية جديدة في مواجهة وكلاء إيران في سوريا، خاصة بعد توغل الحرس الثوري في الجنوب السوري.

رصدت كاميرا "تلفزيون سوريا" توغل دبابات إسرائيلية مصحوبة بآليات شرعت بشق طريق ترابي عسكري في منطقة الجولان داخل الأراضي السورية، وتظهر الصور عمليات تجريف أراض وحفر خنادق في المنطقة المحاذية للسياج الحدودي، بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.

وتظهر الآليات مصحوبة بقوة عسكرية مؤلفة من ست دبابات من نوع "ميركافا" وجرافتين عسكريتين برفقة عدد من الجنود الإسرائيليين دخلوا الأراضي السورية.

"طريق سوفا 53"

توضح هذه الصور عمل آليات الاحتلال على شق طريق "سوفا 53"، بحسبِ التسميةِ الإسرائيليةِ، بالإضافة إلى حفر الخنادق على طول الطريق المنشأ حديثاً.

ويبلغ عمق الخندق بين 5 أمتار إلى 7 أمتار، ووضعت عليه نقاط مراقبة بحيث تتوزع كل نقطة بمسافة تقدر بكيلومتر واحد على كامل الحدود مع وجود جنود وطرق إمداد وإخلاء عسكري.

ويمتد الطريق بدءاً من الشمال، مقابل بلدة عين التينة وينحدر جنوباً حيث وصل العمل غربي بلدة أوفانيا في القنيطرة.

وتظهر المسافة المتوقع العمل عليها من الشمال إلى الحدود السورية الأردنية أكثر من 70 كيلومتراً بطريق متعرج كان في البداية يبعد عن حدود الأراضي المحتلة 200 متر تقريباً بينما توسّع مقابل بلدتي أوفانيا والحرية ليصل إلى أكثر من ألف متر داخل الأراضي السوريةَ.

وتعد هذه الخطوة خرقاً لاتفاق "فض الاشتباك" الموقع في 1974 بين سوريا وإسرائيل، في أعقاب "حرب تشرين"، خاصة أن الطريق الجديد يقع شرق "خط برافو" الذي حدده الاتفاق.

ماذا تريد إسرائيل؟

يرى محللون أن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية لإنشاء ما يشبه "الحزام الأمني" على الحدود، مستغلة حالة الاضطراب في المنطقة والتصعيد الإسرائيلي "غير المسبوق" ضد حزب الله في جنوب لبنان وداخل الأراضي السورية.

من جهته، أشار الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي خالد خليل، خلال حديثه في برنامج "سوريا اليوم"، إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال الظروف الإقليمية الراهنة لتثبيت نفوذها في الجولان المحتل.

ويضيف خليل، "تستخدم إسرائيل هذا التوغل لتحقيق معادلة أمنية جديدة، في حربها ضد وكلاء إيران في المنطقة، لا سيما بعد توغل الحرس الثوري في الجنوب السوري ومحاولته استنساخ تجربة "حزب الله 2" في سوريا.

في السياق ذاته، حذر العميد أسعد الزعبي، المحلل العسكري والاستراتيجي، من نية إسرائيل احتلال الأجزاء المتبقية من الجولان في خرق واضح لاتفاق "فض الاشتباك".

وأوضح الزعبي، أن هذه التحركات الإسرائيلية تأتي تزامناً مع تراجع دور القوات الروسية في المنطقة، مما يمنح إسرائيل مجالاً أوسع للمناورة.

وأضاف، "انسحاب بعض القوات الروسية من مناطق قريبة من الجولان قد يزيد من هشاشة الوضع الأمني على الحدود، ما يجعل إسرائيل قادرة على التحرك من دون مواجهة عوائق كبيرة".

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يطالب باحتلال جبل الشيخ كاملاً

طالب زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، بتوجيه ضربة استباقية لنظام الأسد في سوريا واحتلال جبل الشيخ (جبل حرمون) لمنع أي هجوم مستقبلي على مبدأ "تدفيع الثمن".

جاء ذلك في كلمة لليبرمان، أمس الإثنين، خلال مشاركته في مؤتمر أمني سنوي تنظمه جامعة "رايخمان" الإسرائيلية، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للسابع من أكتوبر، لمناقشة تحديات الأمن القومي في إسرائيل.

وقال ليبرمان، "يجب أن يتلقى النظام السوري رسالة تحذير واضحة، مفادها أنه إذا استمر بالسماح باستخدام الأراضي السورية كقاعدة خلفية وكمركز لوجستي لأعدائنا، سوف ننتزع منهم جبل الحرمون السوري بكل بساطة، ولن نتخلى عنه حتى إشعار آخر".

وأضاف ليبرمان، "بكل بساطة يجب أن تصل الرسالة إلى الأسد سواء في وسائل الإعلام العامة أو في القنوات الاستخبارية والدبلوماسية، بما في ذلك إجراء محادثة مباشرة مع بشار الأسد".

وليبرمان هو زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أحد أبرز أحزاب المعارضة والذي ينتمي إلى تيار اليمين القومي المتطرف.

ويطالب ليبرمان بتطبيق استراتيجية الردع "تدفيع الثمن"، موضحاً أن "أي عمل عدواني ضد إسرائيل يجب أن ينتهي بتحصيل ثمن باهظ من الجانب الآخر، وينبغي أن يكون الثمن معروفاً مسبقاً، وواضحاً".

وأعتبر أن الطريق لمنع "الكارثة التالية" هي توجيه ضربة استباقية ونقل المعركة إلى أرض العدو، موضحاً أن أبسط مثال هي تحذير نظام الأسد بكف تقديم المساعدة لإيران، وتهديده باحتلال جبل حرمون.

ومنذ 2013، اعتادت إسرائيل على تنفيذ مئات الهجمات الجوية والصاروخية داخل الأراضي السورية، في إطار ما تسميه "المعركة بين الحروب"، وتقول تل أبيب إنها تستهدف تمدد النفوذ الإيراني إلى حدودها الشمالية ومنع استنساخ تجربة "حزب الله 2" جنوبي سوريا.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحذر فيها إسرائيل نظام الأسد وتدعو إلى فك الارتباط مع الميليشيات الإيرانية في سوريا وعدم تقديم المساعدة والدعم واستخدام القواعد العسكرية وخاصة في الجنوب.