نشرت شبكة "دويتشه فيله/ DW" الألمانية اليوم الإثنين، تقريراً سلطت من خلاله الضوء على واقع أطفال تنظيم "الدولة" المحتجزين داخل سجن غويران في الحسكة شمال شرقي سوريا، و"مصيرهم المجهول داخل سجون أكراد سوريا" وفق ما تضمّنه عنوان التقرير.
وبحسب الشبكة، فإن سجن غويران وحده، يضمّ 700 محتجز من القُصّر، والسبب هو أن ذويهم (إرهابيون) تابعون لتنظيم "الدولة". معظم أولئك الأطفال من سوريا والعراق ونحو 150 منهم أجانب من خارج تلك الدولتين.
وذكر التقرير أن الزنزانة الواحدة في سجن غويران، يتشاركها نحو 20 طفلاً، وهي من دون نوافذ. وتقول "السلطات المحلية الكردية" إن بعض هؤلاء الأطفال "تورطوا في حوادث. وبعضهم الآخر ينحدر من عائلات متطرفة".
ويشير التقرير إلى أن السجن كان يضمّ في البداية 150 طفلاً فقط، قبل أن يحتّل عناوين الصحف في الفترة الأخيرة بعد محاولة مقاتلي (داعش) الهروب منه (في ليل 19- 20 من كانون الثاني الماضي). وفي وقت لاحق ازداد عدد السجناء القُصّر بسرعة.
أطفال و(إرهابيون) في مكان واحد!
يُحتجَز داخل سجن غويران 5 آلاف عنصر من التنظيم، بالإضافة إلى الأطفال، بشكل منفصل عن بعضهم البعض. وهناك غرف كانت ذات يوم مباني مدرسية. والأولاد المسجونون، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا، لم يتلقوا أي تعليم منذ سجنهم على الأقل. وظروف السجون سيئة والتدابير الأمنية في السجون المؤقتة غير كافية.
إفادات بمقتل أطفال
المديرة المساعدة في منظمة هيومن رايتس ووتش ليتا تايلر، غردت بأن شهوداً عياناً قالوا إن بعض الأطفال كانوا من بين قتلى حادثة هروب عناصر التنظيم من السجن. بينما تقول المختصة بالشؤون السورية بمنظمة ميديكو إنترناشونال أنيتا ستاروستا: "حتى يومنا هذا، ليس من الواضح ماذا حدث لغالبية هؤلاء القاصرين. 200 فتى ربما تم نقلهم إلى موقع آخر أثناء الهجوم". وتضيف ستاروستا أنه في الوقت الحالي "لا يمكن تقديم رعاية الطوارئ إلا لأولئك الأطفال الـ 200 الذين تم نقلهم بعيدًا".
الأطفال والتحوّل إلى التطرف
الهجوم الذي نفذه تنظيم "الدولة" على السجن، أعاد مصير الأطفال المجهول إلى بؤرة الاهتمام. وتشتكي منظمات الإغاثة وناشطو حقوق الإنسان بالإجماع من معاقبة الأطفال المسجونين على جرائم آبائهم. وتخشى تلك الجهات من أن يؤدي الاعتقال أيضاً إلى تشجيعهم على التطرف.
وطالب خبير الشؤون السورية في اليونيسيف "بو فيكتور نيلوند" بالإفراج عن الأطفال من السجن، وقال: "يجب ألا يستخدم احتجاز الأطفال إلا كوسيلة أخيرة ولأقصر وقت ممكن". إلا أن "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" تعتبر الأطفال خطراً محتملاً لأن بعضهم قيل إنهم تلقوا تدريبات عسكرية من قبل التنظيم. لكن حتى الآن لا يُعرف أي شيء عن الخلفيات الفردية للأطفال، كما لم يُتهم أي منهم بارتكاب جريمة ولم يمثل أي منهم أمام قاضٍ.
ونقل التقرير عن مدير "منظمة الكفاح من أجل الإنسانية/ Fight for Humanity" مهمت بالسي قوله إن "هؤلاء الأطفال هم في الأساس ضحايا الصراع، ولهذا السبب لا ينبغي أن نقابلهم بفكرة ردهم عن التطرف"، مضيفاً: "لا يمكنك اتهامهم بأنهم إرهابيون أو بأنهم متطرفون، حتى لو تربوا على أيدي إسلاميين متطرفين".