ملخص
- تقرير حقوقي يوثق استغلال إيران للأطفال في الحروب والتجنيد الإجباري.
- طهران تجنّد الأطفال الأفغان في "لواء فاطميون" بوعود مادية وإقامة قانونية.
- منظمات حقوقية تدعو المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية لحماية السكان الضعفاء من التجنيد الإجباري للأطفال.
- سبق أن وثقت "هيومن رايتس ووتش" مقتل أطفال أفغان في "لواء فاطميون" خلال المعارك في سوريا.
كشفت وكالة أنباء ناشطي حقوق الإنسان الإيرانية "هرانا" أن طهران جنّدت أطفالاً أفغاناً للقتال في سوريا ضمن "لواء فاطميون"، مشيرة إلى ارتفاع أعداد الضحايا بين الأطفال المجندين.
وفي تقرير لها وثق عمليات إيران الطويلة الأمد في تجنيد واستخدام الأطفال في الحروب، قالت الوكالة إن طهران "قامت، لسنوات، بإجبار المهاجرين (على أراضيها)، وخاصة الأطفال الأفغان، على الخدمة العسكرية مع وعود بمكافآت مالية وإقامة قانونية".
وأوضحت الوكالة أن تقريرها "يهدف بشكل رئيسي إلى فضح الاستغلال المنهجي للفئات السكانية الضعيفة، مع التركيز بشكل خاص على المهاجرين والأطفال الأفغان من قبل القوات العسكرية وشبه العسكرية الإيرانية".
وأشار التقرير الحقوقي إلى أن "إحدى النتائج الأكثر إثارة للقلق هي ارتفاع معدل الضحايا بين الأطفال الجنود في لواء فاطميون".
استغلال الأطفال المهاجرين
وقال التقرير إن "وكلاء التجنيد الإيرانيين استهدفوا في البداية الأفغان للتجنيد من المصانع إلى السجون، مع وعود بأن الذهاب إلى سوريا سيؤدي إلى إلغاء أحكام السجن الصادرة بحقهم، واستقرار وضع إقامتهم في إيران، وتزويدهم بالمنازل ومبالغ كبيرة من الدعم المالي"، مضيفة أنه "تم تجنيد الأطفال في لواء فاطميون، والأفراد الباكستانيين في لواء زينبيون".
ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة خارجية الحكومة الأفغانية السابقة قوله إن إيران "استغلت فقر وحرمان الأفغان الذين هاجروا إلى إيران لتحقيق مصالحها وأهدافها الطائفية والتوسعية".
ودعت وكالة "هرانا" المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات فورية، بما في ذلك العقوبات والضغوط الدبلوماسية ودعم المنظمات غير الحكومية التي تعمل على حماية السكان الضعفاء من تجنيد الأطفال".
"الحرس الثوري" يجند الأطفال الأفغان
وذكرت الوكالة أنه "على الرغم من أن العدد الدقيق للجنود الأطفال في لواء فاطميون غير واضح، فإن الأدلة تشير إلى أن الحرس الثوري استخدم الأطفال دون سن 18 عاماً، وحتى أقل من 15 عاماً، كجنود للانضمام إلى الميليشيا والمشاركة في الحرب السورية".
وأشارت الوكالة إلى أن "معظم عناصر لواء فاطميون هم من المهاجرين الأفغان"، لافتة إلى أن "الحرس الثوري ينشط في عمليات التجنيد داخل أفغانستان، وله مكاتب غير رسمية في البلاد".
وسبق أن وثقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مقتل ما لا يقل عن ثمانية أطفال أفغان في "لواء فاطميون" خلال المعارك في سوريا، كان أربعة منهم يبلغون 14 عاماً فقط عند وفاتهم.
وفي تقرير لها في تشرين الأول 2017، أفادت المنظمة بأن باحثيها راجعوا صوراً لشواهد في المقابر الإيرانية، حيث دفنت السلطات مقاتلين قتلوا في سوريا، وتعرفت إلى قبور ثمانية أطفال أفغان ممن جُندوا وقاتلوا وقتلوا في سوريا، في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية ستَّ حالات أخرى لجنود أطفال أفغان لقُوا حتفهم في سوريا.