تحدث موقع "ديبكا" العبري عن فشل تجربة الجيش الروسي للتدريب على القتال في سوريا، التي طالما تمسك بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد إخفاق العمليات العسكرية في تحقيق حسم في أوكرانيا.
وذكر الموقع، المختص بالتسريبات الاستخبارية الإسرائيلية، في مقال خاص بالتحليل العسكري، أن التجربة العسكرية التي اكتسبها الجيش الروسي في الحرب في سوريا أثبتت أنها لا قيمة لها في الحرب الأوكرانية.
وأضاف، كان هدف بوتين ووزير دفاعه سيرغي شويغو، خلال سبع سنوات من تدخله العسكري لصالح نظام الأسد، جعل سوريا منطقة التدريب القتالية الرئيسية للجيش الروسي.
وبحسب التقرير، بعد ثمانية شهور من غزوه لأوكرانيا، ما يزال بوتين غير قادر على تحرير نفسه من فكرة أن التجربة السورية يمكن أن تكسبه الحرب في أوكرانيا في نهاية المطاف.
ويذكر التقرير، إذا نظرنا إلى قائمة القادة الروس الذين عينهم بوتين لقيادة الحرب في أوكرانيا، جميعهم كانوا من قادة المعارك في سوريا، الأمر الذي يشير إلى مدى تمسك بوتين برؤيته العسكرية ورهانه على جنرالاته القادمين من حقل التدريب السوري.
سوريا حقل تدريب للجيش الروسي
أشار التقرير إلى أنه خلال السنوات السبع التي قضاها الجيش الروسي في القتال في سوريا، من أيلول/سبتمبر 2015 إلى تشرين الأول/أكتوبر 2022، لم يترك بوتين جنرالاً روسياً كبيراً واحداً، بما في ذلك قادة القوات الجوية والبحرية، إلا وأرسله للخدمة في الجبهات في سوريا.
كما لم تكن هناك وحدة قتالية روسية واحدة لم يتم إحضارها إلى سوريا وعملت هناك لفترة معينة من أجل إعطاء الجيش الروسي خبرة في الحرب في ظروف قتالية فعلية.
في 2016 يكرم بوتين "جزار حلب" الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، لعمله في سوريا، ولكن في أوكرانيا يقيله مستاءً بعد أربعة شهور من مهامه قائداً للعمليات العسكرية بسبب بطء وتيرة التقدم في إقليم "دونباس" شرقي أوكرانيا.
وأطلق التقرير على خطة بوتين لجعل سوريا ميدان تدريب عملياتي لقواته اسم "سورنة" الجيش الروسي.
وبحسب التقرير، لم تحظ هذه العملية الضخمة المتمثلة في نقل القوات الروسية لفترات قصيرة إلى سوريا وإعادتها إلى قواعدها في روسيا ومن ثم إلى الجبهات الأوكرانية، باهتمام كبير في الرأي العام العالمي.
الفشل في أوكرانيا
لكن بعد ثمانية أشهر من غزو أوكرانيا، بات من الواضح أن التجربة السورية لم تنفع الجيش الروسي وقادته فحسب، بل أضرت به، وفقاً للموقع العبري.
وأوضح التقرير أن التجربة السورية التي اكتسبها القادة والجنود الروس كانت محدودة جداً بشكل رئيسي لأن الجيش الروسي قاتل في سوريا ضد فصائل الثوار وتنظيم القاعدة وليس ضد جيوش كبيرة ومنظمة.
كما أن المشكلة الرئيسية التي يواجهها الجيش الروسي في أوكرانيا هي عدم قدرته على استخدام سلاح الجو بكامل قوته ضد الجيش الأوكراني.
ويذهب التقرير إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أنه في الحرب في سوريا لم يشارك سلاح الجو الروسي بشكل واسع في المعارك، وإذا تم استخدامه فقد كان لغرض تنفيذ حملات قصف ضخمة (قصف سجاد) تهدف إلى تدمير الأحياء الحضرية التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة.
كما لم يجرب الجيش الروسي المعارك الجوية أو الهجمات المكثفة بصواريخ أرض - أرض في سوريا، على عكس الحرب في أوكرانيا.
رهان بوتين على "سورنة" جيشه
ويستدل التقرير إلى خطة بوتين في الحرب الأوكرانية على "سورنة" الجيش الروسي، بأن معظم تعيينات قادة العمليات العسكرية في أوكرانيا كانت ممن كانوا قادة العمليات العسكرية للتدخل الروسي في سوريا.
كان آخرها تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين بمنصب القائد العام للقوات الروسية في أوكرانيا، وهو دليل على أن بوتين يرفض التخلي عن فكرة نهاية "المحاولة السورية" لجيشه التي عوّلها عليها للانتصار في أوكرانيا.
يشار إلى الجنرال سورفيكين شغل منصب رئيس أركان القوات الروسية في سوريا خلال عامي 2015-2016.
وبحسب الموقع فإن سورفيكين مثلما كان يدير المعارك في سوريا نادراً ما استخدم القوات الجوية، الأمر الذي كرره في أوكرانيا.
وكان بوتين عيّن، في أواخر حزيران/يونيو الماضي، الجنرال سوروفيكين قائدا للقوات الروسية في دونباس جنوب شرقي أوكرانيا.
وفي تقرير سابق، نقل "تلفزيون سوريا" عن مصادر خاصة أن سوروفيكين عيّن مرتين قائدا في سوريا، وهو رابع قائد روسي في سوريا،
أمضى سوروفيكين مدة تسعة أشهر في منصبه في سوريا، وهي أطول مدة يبقى فيها قائد عسكري في هذه المهمة.
يشار إلى الجنرال سوروفيكين عيّن قائداً للقوات الروسية في أوكرانيا خلفاً للجنرال ألكسندر دفورنيكوف الذي كان بدوره أيضاً قائداً سابقاً للقوات الروسية في سوريا، ويُعرف الأخير بلقب "جزار حلب" وهو المسؤول عن تدمير المدينة في 2015.
من جهتها، أوردت صحيفة "التلغراف" البريطانية، في 25 من حزيران/يونيو الماضي، أن بوتين عزل "جزار حلب" من مهامه في أوكرانيا لاستيائه من بطء وتيرة التقدم في إقليم "دونباس" شرقي أوكرانيا.