icon
التغطية الحية

تقرير أميركي: مبادرة "الحزام والطريق".. تعزيز لنفوذ الصين وإخراج الأسد من عزلته

2022.01.29 | 06:20 دمشق

9b0ce495-1548-4280-be1f-864baa37b186_w1597_n_r0_st.jpg
أشار التقرير إلى أن سوريا هي بوابة الصين للحصول على إمدادات الطاقة من الشرق الأوسط - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشر موقع "صوت أميركا" تقريراً قال فيه إن "قبول سوريا في مبادرة الحزام والطريق، يعتبر جزءاً من استراتيجية الصين لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط"، مضيفة أن الاتفاق "سيساعد بشار الأسد على الخروج من عزلته الدبلوماسية".

وأوضح التقرير أن "انضمام سوريا إلى المبادرة يعكس اهتمام الصين المتزايد بالشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن الصين "تسعى لتحقق هدفها المتمثل في إعادة تأسيس طريق التجارة القديم على طريق الحرير، وربما الحصول على مصادر إضافية للطاقة".

ونقل الموقع عن الباحث السوري في "معهد الشرق الأوسط"، إبراهيم الأصيل، قوله إن "موقع سوريا يوفر نفوذاً كبيراً للصين، فعندما يكون لأي لاعب دولي نفوذ في سوريا أولاً، فيمكنه الحصول على بعض النفوذ على جيرانها، مثل تركيا والعراق وإسرائيل والأردن، وهي جميعها مهمة للصين"، مضيفاً أن "هناك مصالح جغرافية اقتصادية أكثر من مجرد مصالح اقتصادية بحتة للصين لزيادة استثماراتها في سوريا".

من جانبه، قال الباحث في "مجلس العلاقات الخارجية"، ديفيد ساكس، إن "الصين تحاول إعادة بناء طريق الحرير القديم، وسوريا كانت جزءاً تاريخياً منه، وهذا الأمر أكدت عليه بكين في اتفاقيتها مع سوريا".

وأشار التقرير إلى أن "الصين أصبحت مستورداً صافياً للطاقة منذ العام 1993، وفي العام 2017 أصبحت أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، نحو نصفه، 47 إلى 48 %، يأتي من الشرق الأوسط، ولذلك يرتفع اهتمام الصين بالشرق الأوسط خلال العقد المقبل، وسوريا هي البوابة لذلك".

سد الفجوة الأميركية في الشرق الأوسط

ووفق "صوت أميركا"، فإن "مشاركة سوريا في الاتفاقية ستساعد استراتيجية الصين في الشرق الأوسط التي يتضاءل فيها النفوذ الأميركي، حيث أنهت واشنطن مهمة قواتها القتالية في العراق نهاية العام الماضي، وانتقلت إلى دور المشورة والمساعدة والتمكين للقوات العراقية".

ويوضح إبراهيم الأصيل أنه "كي يكون لها المزيد من النفوذ في المنطقة، يجب أن تنظر الصين أين تنسحب الولايات المتحدة، وتحاول زيادة حضورها الدبلوماسي والسياسي في المكان نفسه، وهنا يأتي دور سوريا".

ويشير ديفيد ساكس إلى أنه "لا أعتقد أن هناك تغييراً جذرياً في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا"، مضيفاً أنه "من الواضح أن الصين وروسيا تعملان بشكل متزايد على المسرح العالمي، ويمكن رؤية ذلك بشكل متزايد في أوروبا وآسيا الوسطى والآن في الشرق الأوسط".

مخاطرة استراتيجية

وفي مقابل ذلك، يرى الخبراء أن "أياً من أشكال الاستثمار الصيني في سوريا يمثّل مخاطرة بسبب الوضع المالي السيئ للبلاد".

وعن ذلك، يقول إبراهيم الأصيل "لن تكون الصين قادرة على الحصول على أي عائد حقيقي من أي استثمارات داخل سوريا، فالاقتصاد ممزق والبلد مجزأ والفساد عميق داخل مؤسسات النظام، وهذا لن يتغير في أي وقت قريب مع الظروف الحالية"، في حين ذكر ديفيد ساكس أن "سوريا لن تكون قادرة في أي وضع قريب على سداد قروض كبيرة للبنية التحتية في المستقبل".

إلا أن الخبيرين يؤكدان على أنه "سواء كانت الصين تستثمر في الدبلوماسية أو البنية التحتية، فهي تخاطر في سوريا، لكن كل ذلك هو جزء من حساباتها الاستراتيجية الأكبر في المنطقة".

مبادرة "الحزام والطريق"

أطلقت الصين مبادرة "الحزام والطريق" في العام 2013، وهي مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى توسيع روابط بكين التجارية من خلال بناء الموانئ والسكك الحديدية والمطارات والمجمعات الصناعية، وتوسيع نطاق نفوذها السياسي في العالم.

وتقوم المبادرة، التي تُعرف أيضاً باسم "طريق الحرير الجديد" أو "طريق الحرير للقرن الواحد والعشرين"، على ضخ استثمارات ضخمة لتطوير البنى التحتية للممرات الاقتصادية العالمية، لربط أكثر من 70 دولة، بهدف إنشاء حزام بري من سكك الحديد والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحري يسمح للصين بالوصول إلى أفريقيا وأوروبا، بكلفة إجمالية تبلغ 4 تريليونات دولار.

ويعتبر الغرب المبادرة محاولة لشراء النفوذ السياسي في الخارج وتأسيس موطئ قدم للصين في الدول التي لا تتمتع فيها بنفوذ يذكر. وتقدم بكين أموال المبادرة كقروض ستواجه البلدان الفقيرة صعوبة في سدادها.

وعُقد "منتدى الحزام والطريق" الأول في العاصمة الصينية بكين في أيار من العام 2017، وحضره 29 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى رؤساء منظمات دولية، وحالياً تضم المبادرة نحو 150 دولة ومنظمة دولية.