قال تقرير أممي، اليوم الخميس، إن تساقط الثلوج بغزارة على مناطق شمال غربي سوريا يومي الثلاثاء والأربعاء، ألحق أضراراً بمواقع النزوح والخيام وممتلكات الناس.
وأوضح "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)" في تقريره، أن المعلومات الأولية تشير إلى تأثر 22 موقعاً في محافظة حلب (بشكل رئيسي في منطقتي عفرين واعزاز) و9 مواقع في محافظة إدلب (قضاء حارم بالأساس).
ولفت إلى أنه اعتباراً من يوم أمس الأربعاء تم الإبلاغ عن تضرر 362 خيمة وتضرر 2124 فرداً (429 أسرة)، كما تضرر مخيم إبراز في عفرين بشدة وتم إجلاء العائلات إلى مأوى أكثر أماناً.
وفاة طفل وإصابة أم
وأفادت الأنباء عن وفاة طفل في منطقة القسطل المقداد جراء انهيار سقف خيمة نتيجة تراكم الثلوج، ونقلت الأم إلى العناية المركزة، كما أدى الطقس البارد إلى انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم لدى طفلين في مخيمات بمنطقة بلبل، كلاهما يتلقى العلاج في عفرين.
وأشار التقرير إلى أن أكثر الحاجات إلحاحاً في تلك المناطق هي إعادة فتح الطرق للوصول دون انقطاع إلى المواقع، ونقل المتضررين إلى أماكن آمنة، وتأمين وسائل التدفئة، واستبدال الخيام المدمرة، وتوفير وجبات جاهزة للأكل وملابس شتوية للأطفال والعائلات.
وأكّد التقرير على أن الطريق أمام مخيم إبراز (حيث تأثرت 15 خيمة)، مغلقة، وكذلك في ناحيتي راجو ومبتالي المؤدية إلى المخيمات العشوائية.
ومنع إغلاق الطرق فرق التقييم الأممية من الوصول إلى المواقع وتقديم المساعدة، ولكن بمجرد أن يسمح الوضع بذلك، سيقوم الشركاء بإجراء تقييمات في المواقع المتأثرة لتحديد الاحتياجات الحرجة وتقديم المساعدة، بحسب التقرير.
عفرين الأكثر تضرراً
وأكّدت "أوشا" أن منطقة عفرين شمالي حلب هي المنطقة الأكثر تضرراً، والشاغل الرئيسي الآن هو الحاجة إلى تنظيف الثلج المتراكم بانتظام من فوق الخيام من أجل تجنب الانهيار، حيث تم الإبلاغ عن تعرض عدد صغير من الخيام للتلف، وهي بحاجة إلى استبدال.
وتوقع التقرير الأممي أن يستمر تساقط الثلوج، "الأمر الذي يدفع إلى تمديد الاستجابة العاجلة إلى الأسابيع المقبلة، وما نخشاه هو الفيضانات المحتملة في المواقع عندما يذوب الثلج، إلا أننا نقيم على الأرض بشكل مستمر ويدرس الشركاء في المجال الإنساني إمكانية إعادة برمجة بعض الاستجابات الشتوية الجارية لاستهداف المواقع المتضررة".
وخلال هذا الشتاء، تعرضت مناطق شمال غربي سوريا لعواصف مطرية عديدة كان آخرها في الـ 20 من كانون الأول الماضي، تسببت بضرر نحو 132 مخيماً من جراء غرق ما يقارب 1250 خيمة بشكل جزئي أو كلي. وبالرغم من استجابة فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري، إلا أن المأساة تبقى أكبر بكثير، والاحتياجات في تلك المخيمات وخاصة العشوائية منها، تفوق قدرة المنظمات العاملة على الأرض.