أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عن استدعاء لجنة طوارئ عاجلة لتقديم المشورة بشأن إعلان تفشي فيروس "إمبوكس" (جدري القردة) الذي ينتشر في إفريقيا كحالة طوارئ دولية.
جاء هذا الإعلان في أعقاب الارتفاع الكبير في عدد الحالات المصابة بفيروس إمبوكس في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وظهور سلالات جديدة من الفيروس وانتشاره في دول إفريقية مجاورة.
وفي ضوء هذا الانتشار الواسع وخطر انتقال الفيروس دولياً، أوضح تيدروس خلال مؤتمر صحفي أنه قرر استدعاء لجنة الطوارئ، للاجتماع في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن اللجنة ستضم خبراء مستقلين من مختلف التخصصات ومن جميع أنحاء العالم.
حالة طوارئ دولية
من المتوقع أن تقدم اللجنة مشورتها لمدير منظمة الصحة العالمية حول ضرورة إعلان تفشي فيروس "جدري القردة" كحالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً، وهو أعلى مستوى من الإنذار الذي يمكن أن تصدره منظمة الصحة العالمية.
تشير التقارير إلى تسجيل جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من 14 ألف حالة إصابة و511 وفاة بفيروس "إمبوكس" (جدري القردة) خلال هذا العام، مما يعكس تفشياً خطيراً للمرض.
وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، تضاعف عدد الإصابات في جمهورية الكونغو لتساوي العدد المسجل في عام 2023 بأكمله، مع انتشار الفيروس إلى مناطق جديدة في البلاد.
وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أنه خلال الشهر الماضي، تم الإبلاغ عن نحو 50 حالة مؤكدة، كما تم الاشتباه بحالات إصابة أخرى في أربع دول مجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، التي لم تسجل إصابات بالفيروس في السابق".
جدري القردة
وجدري القرود مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة. ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القرود ما يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء إفريقيا.
وينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري. وقد كُشِف لأوّل مرّة في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن في أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة، وفق بيان منظمة الصحة العالمية.
وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
واكتشف جدري القرود أول مرة عام 1958 عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.