كشفت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا تفاصيل محتوى المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، أمس الإثنين، لمناقشة الانتخابات الرئاسية التي مِن المقرر أن يجريها "النظام"، في أيار المقبل.
وأصدرت الرئاسة الروسية (الكرملين) بياناً قالت فيه إنّ "الأسد" أطلع "بوتين" على الاستعدادات والتحضيرات للانتخابات الرئاسية، وجرت مناقشة القضايا الموضوعة على جدول الأعمال، منها مكافحة فيروس كورونا، واللقاحات الروسية.
وقالت المصادر إنّ الاتصال جاء دون جدول سابق مِن الرئاسة الروسية، وإنما بناء على جدول جديد أُدرج فيه الاتصال وحٌدّد موعده قبل ساعاتٍ مِن بدئه، وجرى إبلاغ رئاسة "النظام".
الاتصال بين "بوتين" و"الأسد" تناول المحاور التالية:
قدّم بشار الأسد شرحاً مفصلاً لـ"بوتين" عن نشاطات حكومته في التحضير للانتخابات الرئاسية وما أنجزته سفارات النظام خارج سوريا بهذا الشأن، وأخبره أنّ الحكومة تستخدم سياسة ضغط النفقات في حملات الانتخابات، نتيجة الضغوط الاقتصادية على النظام.
بينما لم يقدّم "بوتين" أي تعهدات بخصوص دعم مادي لنشاطات الانتخابات الرئاسية، وترك هذا الملف للتنسيق بين حكومة الطرفين، الأمر الذي تسبّب - وفق المصادر - بخيبة لدى رئاسة النظام، التي توقّعت تخصيص موازنة خاصة بالانتخابات مِن الجانب الروسي، وأن الاتصال هو لإبلاغ "الأسد" بهذه الموازنة.
اللجنة الدستورية السورية
تحدّث "بوتين" عن اللجنة الدستورية السورية وآلية تحسين ظروف الانتخابات الرئاسية القادمة عبر مناورة سياسية تركز على اللجنة، حيث عرض على "الأسد" إمكانية التزامن بين الحملات التي تجري ضد "النظام" بخصوص الانتخابات وبين إطلاق جولة جديدة مِن اجتماعات اللجنة الدستورية على أن تكون في الجولة الجديدة مؤشرات مُشجّعة يمكنها أن تحظى بصدى دولي يغطي على اتهامات "النظام" بعدم شرعية الانتخابات.
ملف أوكرانيا والاتحاد الأوروبي
تطرّق الطرفان للحديث عن ملفي أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، وهنا أكّد "الأسد" لـ"بوتين" أنّ "الدولة السوريّة" تدعم الموقف الروسي في قضية أوكرانيا وفي قضايا الخلافات الحالية بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وأنّها مستعدة لأي نشاط يحسّن الأوراق الروسيّة في الملف الأوكراني وغيره من الملفات، وهو ما رحّب به "بوتين".
يذكر أنّ اتصالاً مرئياً - عبر الأقمار الصناعية - جرى بين "الأسد" و"بوتين"، شهر تشرين الثاني 2020، أكّد خلاله الرئيس الروسي على أن إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم يعدّ من الشروط الأساسية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254 المتعلّق بسوريا.