اختفى 4 شبان سوريين، أمس الجمعة، بعدما دخلوا سفارة نظام الأسد بالعاصمة اللبنانية بيروت بهدف استخراج جوازات سفر.
وذكرت وسائل إعلام محلية لبنانية أن الشبان الأربعة، الذين ينحدرون من مدينة إنخل في محافظة درعا جنوبي سوريا، "استُدرجوا من قبل السفارة لاستلام جوازات السفر، ثم اختُطفوا".
ووفقاً للمعلومات فإنَّ الشبان الأربعة هم: "أحمد زياد العيد، إبراهيم ماجد الشمري، محمد عبد الإله سليمان الواكد، محمد سعيد الواكد".
تفاصيل
كشف أحد المقربين من الشبان، يدعى إبراهيم الكركي (مستعار) تفاصيل استدعاء السفارة للشبان الأربعة قبل الموعد المعتاد لصدور الجوازات وما تبع ذلك من محاولات للعثور عليهم.
وقال في تصريح لموقع تلفزيون سوريا إن الشبان الأربعة دخلوا لبنان في 18 من آب الجاري، أي قبل عشر أيام، بعد رحلة تهريب بدأت من درعا مروراً بحمص وصولاً إلى لبنان.
وأضاف أن الشبان توجّهوا مباشرة، بعد وصولهم إلى العاصمة بيروت، إلى سفارة النظام للتقدّم بطلب الحصول على جواز سفر، مشيراً إلى أنهم كانوا ينوون السفر إلى ليبيا بغرض العمل.
وتابع: "بعد أن تقدّموا بطلب الحصول على الجواز، والذي عادة ما يستغرق صدوره ما بين 14 إلى 24 يوماً، فوجئوا باتصال من السفارة في اليوم الثامن أخطرتهم به أن الجوازات صدرت ويمكنهم القدوم واستلامها"، معتبراً أن السيناريو الذي حصل كان مخططاً له: "يريدونهم بالاسم".
وأشار المصدر إلى أن التواصل انقطع مباشرة مع الشبان الأربعة بعد دخولهم حرم السفارة، مبيناً أن أحداً لم يستطع حتى الآن الوصول إليهم أو معرفة أي تفاصيل تدل على مكانهم.
من المسؤول؟
وذكر الكركي أن محامياً كُلّف بمتابعة القضية مباشرة بعد اختفاء الشبان الأربعة، ولكنه حتى الساعة لم يصل إلى أي معلومات.
ورجّح وقوف ميليشيا حزب الله اللبناني وراء اختفائهم، إذ أكّد أن المحامي لم يجد أسماءهم ضمن قوائم الموقوفين في أيٍ من أفرع الأمن أو أي جهة عسكرية حكومية.
وأضاف: "لا يوجد كثير من الاحتمالات في هذه القضية، فالشبان اختفوا بعد دخول السفارة وسط العاصمة بيروت، ولا يمكن لأي جهة توقيفهم داخل حرمها سوى حزب الله الذي لا فرق بينه وبين نظام الأسد"، على حد تعبيره.
من هم الشبان الأربعة؟
هم عناصر سابقون في الجيش الحر في محافظة درعا، انضموا مبكراً إلى كتيبة مجاهدي حوران التي كانت تتبع حينذاك لفصيل شباب السنة، وبقوا ضمن صفوفها حتى تموز 2018 حين وقع اتفاق تسوية بين الفصائل ونظام الأسد.
انضم الشبان بعد ذلك إلى اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، وحسب الكركي، كان دافعهم الرئيسي هو الراتب الشهري الذي كان يُمنح للمنتسبين والبالغ 200 دولار، مشيراً إلى أن توقف الراتب كان سبباً في اتخاذهم قرار الخروج للبحث عن فرصة عمل في ليبيا.
وقال إن الشبان مطلوبون لنظام الأسد بتهم مختلفة، كما أن إبراهيم سبق أن تعرّض لمحاولة اغتيال قبل أيام من خروجه.
وحول عدم تقدمهم بطلب للحصول على جوازات من داخل سوريا ذكر الكركي أن ذلك كان مستحيلاً لكونهم يتبعون للفيلق "ومن الصعب جداً أن يتمكن المنتسب للفيلق من الحصول على جواز سفر".
الحزب التقدمي الاشتراكي يحذّر وسفير النظام ينفي
ونشر الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، الذي يترأسه وليد جنبلاط، بياناً حول الحادثة حذّر فيه من "تمرير مثل هذه الانتهاكات تحت جنح الأزمات الثقيلة التي يعيشها اللبنانيون".
ووجه البيان سؤالاً لوزارة الخارجية اللبنانية "عما ستقوم به حيال هذا الانتهاك الخطير لسيادة الدولة اللبنانية على أراضيها"، كما طرح على المطالبين بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم السؤال حول النموذج الذي تقدمه مثل هذه الظاهرة الخطيرة عن العودة "الآمنة" المفترضة.
واعتبر أن هذه الحادثة هي "خرق لكل المواثيق والأعراف الدولية والقوانين المرعية الإجراء وللسيادة اللبنانية ولمبادئ حقوق الإنسان"، واضعاً الأمر برسم الأمن العام اللبناني "المؤتمن على تنفيذ القرارات الرسمية القاضية بعدم الترحيل بطريقة إكراهية".
وردّاً على البيان، نفى سفير نظام الأسد في لبنان، عبد الكريم علي، مسؤولية السفارة عن اختفاء الشبان الأربعة.
وقال في مقابلة مع قناة "الجديد" إن خبر اختفاء الشبان "غير صحيح ولم يتم اعتقال أي شخص داخل السفارة"، فيما لم يصدر أي بيان رسمي عن الحكومة اللبنانية حول الحادثة.
وسبق أن اختفى، الثلاثاء الماضي، قائد فصيل مسلح سابق في درعا يدعى توفيق الحجي بعدما دخل سفارة النظام في بيروت للغرض ذاته الذي كان سبباً في اختفاء الشبان الأربعة.
وتشهد محافظة درعا منذ نحو شهرين حملة عسكرية وحصاراً يفرضه عليها نظام الأسد بغرض إعادة فرض سيطرته الكاملة على المحافظة.