أفادت مصادر محليّة لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الأحد، بأنّ تعزيزات عسكرية كبيرة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) توجّهت إلى بلدة عين عيسى شمالي الرقة.
وقالت المصادر إنّ تعزيزات لـ"قسد" قادمة مِن مناطق سيطرتها في مدينة الرقة وريف دير الزور ومدينة القامشلي في ريف الحسكة، توجّهت إلى بلدة عين عيسى، بعد يومين مِن اشتباكات دارت بين "قسد" وفصائل الجيش الوطني في محيط البلدة.
وتضم التعزيزات - وفق المصادر - مدافع وراجمات صواريخ ومدرّعات وسيارات دفع رباعي مزوّدة برشاشات ثقيلة، إضافةً لـ آليات حفر ثقيلة وشاحنات تحمل مواد لوجستيّة، فضلاً عن عشرات السيارات تقّل عناصر مدجّجين بمختلف أنواع الأسلحة.
وتزامنت التعزيزات مع تجدّد الاشتباكات بين "قسد" وفصائل الجيش الوطني السوري على أطراف بلدة عين عيسى، ما دفع عشرات العائلات للنزوح نحو مناطق أرياف الطبقة والرقة والحسكة شرق الفرات، وسط محاولات "قسد" منعهم مِن النزوح.
اقرأ أيضاً.. حركة نزوح في عين عيسى إثر الاشتباكات بين "قسد" و الجيش الوطني
معركة مرتقبة في عين عيسى وروسيا تسحب قواتها
رجّحت المصادر أن تكون هناك معركة قريبة بين "قسد" وفصائل الجيش الوطني، خاصّةً بعد تراجع قوات نظام الأسد والقوات الروسيّة مِن مواقع انتشارهم في محيط بلدة عين عيسى، إلى مواقعهم في قاعدتي "عين عيسى" و"تل السمن" شمالي الرقة.
اقرأ أيضاً.. روسيا تجبر "قسد" على إخلاء الشريط الحدودي مع تركيا
وأضافت أنّ بلدة عين عيسى باتت شبه خالية تقريباً مِن الأهالي بعد حركة النزوح الكبيرة التي شهدتها البلدة، خلال اليومين الفائتين، وأنّه لم يتبقَ فيها أكثر مِن موظفين وعسكريين تابعين لـ"قسد"، التي استقدمت تعزيزات كبيرة تحسّباً لـ محاولة الجيش الوطني اقتحامها.
وقبل أيام، أكّدت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ القوات الروسيّة سحبت عناصر وآليات عسكرية مِن داخل بلدة عين عيسى، ونقلتها باتجاه "اللواء 93" القريب شمالي الرقة، مشيرةً إلى أنّ المنطقة تشهد تصعيداً ميدانياً بين "قسد" والجيش الوطني، تنذر بمعركة واسعة بين الطرفين.
وسبق أن شهدت بلدة عين عيسى اجتماعاً بين القوات الروسية وقيادة "قسد" لـ بحث هجوم الجيش الوطني على البلدة، وسط مخاوف "قسد" مِن تغييرات جغرافية في المنطقة مستقبلاً، في ظل "انعدام ثقتهم" بالقوات الروسيّة، وفق ما ذكرت مصادر عسكرية مِن "قسد".
اقرأ أيضاً: اجتماع بين "قسد" والروس عقب هجوم للفصائل شمالي الرقة
ويحاول موقع تلفزيون سوريا التواصل مع قيادات الجيش الوطني السوري وقيادات "قسد" للوقوف على تفاصيل الاشتباكات الأخيرة بين الطرفين في بلدة عين عيسى، أو ما إن كان هناك عملية عسكرية قد تشهدها البلدة قريباً.
يشار إلى أنّ المواجهات في منطقة عملية "نبع السلام" (ريفي الرقة والحسكة) خاصّة في بلدة عين عيسى، تكرّرت أكثر مِن مرة بين فصائل الجيش الوطني و"قسد" التي تحاول - باستمرار - التسلّل إلى مواقع الفصائل في المنطقة.
اقرأ أيضاً: الجيش الوطني يصد محاولة تقدم لـ "قسد" شمال الحسكة
اقرأ أيضاً.. الجيشان التركي والوطني السوري يصدان محاولات تسلل لـ "قسد"
يذكر أنّ تركيا وقّعت مع الجانبين الروسي والأميركي اتفاقيتين لـ وقف إطلاق النار شرق الفرات عقب إطلاق عملية "نبع السلام"، في تشرين الأول 2019، التي سيطر خلالها الجيشان التركي والوطني السوري على مدينتي تل أبيض ورأس العين وعشرات القرى بينهما على الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي الحسكة والرقة، ورغم توقّف المعركة بعد الاتفاق التركي - الروسي، فإنّ الأهالي في مناطق شرق الفرات يتخوفّون مِن اندلاع معارك جديدة في المنطقة تجبرهم على النزوح مجدّداً.
وسبق أن هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطلع شهر تشرين الأول الفائت، بأنّ بلاده "ستُطهر أوكار الإرهاب في سوريا بنفسها، إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لها"، لـ يتبعها تصريحات صادرة عن الرئاسة التركية تهدّد بتوسيع العمليات العسكرية التركيّة في سوريا "بأي لحظة"، في حال تعرّضت مصالح تركيا للاستهداف هناك.