icon
التغطية الحية

تطوير مهارات وتأهيل لسوق العمل.. خدمات تقدمها المفوضية للاجئين السوريين في مصر

2023.05.07 | 06:35 دمشق

سوريون واصلون حديثاً يسجلون في مكتب المفوضية بالقاهرة، مصر، 2016 (UNHCR)
سوريون واصلون حديثاً يسجلون في مكتب المفوضية بالقاهرة، مصر، 2016 (UNHCR)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

تعتبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وشركاؤها في مصر ملاذاً للاجئين السوريين منذ 13 عاما، يحصلون من خلالها على الدعم المادي والنفسي، بالإضافة إلى الدعم الصحي للمسجلين لديها.

ويبلغ عدد السوريين المقيمين في مصر نحو المليون ونصف المليون سوري بحسب الحكومة المصرية، يتوزعون على المحافظات المصرية كلها، منهم 146 ألفاً مقيدون في سجلات مفوضية اللاجئين.

وتخصص المفوضية وشركاؤها أنواعا مختلفة من الدعم للنساء اللاجئات في مصر، تقدم جلسات للدعم النفسي، ودورات لتطوير المهارات والتأهيل لسوق العمل مثل دورات الحلاقة والتجميل، وتعليم الأشغال اليدوية، وتنظيم الحفلات والديكور، بالإضافة إلى أساسيات الطهي وصناعة الحلويات، والتسويق الإلكتروني" شاملة مصاريف التنقلات ووجبات الغداء.

ويشترط على المستفيدين من هذه الدورات أن يكونوا من حاملي بطاقة اللجوء، وأن يلتزموا بالحضور بنسبة 90%، بالإضافة إلى أن يكونوا في فئة عمرية معينة تختلف تبعا لهذه الدورات، من ثم يقدم مبلغ مادي بسيط في نهاية الدورة كنوع من الدعم للبدء بمشروع صغير، ويختلف المبلغ بحسب كل مشروع.

الدعم النفسي والمعنوي وتأثيره على اللاجئين

روعة بشير، إحدى المتطوعات السوريات لتقديم الدعم النفسي، تقول نقدم في المنظمة الدولية مجموعة متنوعة من الخدمات للاجئين.

تتضمن الخدمات جميع أنواع الدعم النفسي من جلسات فردية وأسرية بالإضافة إلى مجموعات مخصصة للمراهقين، وجلسات المشورة الخاصة بالزواج.

بحسب روعة، فإن غالبية المستفيدين من مركز المشورة من النساء فهنّ الأضعف بسبب الصعوبات التي تواجههن في حياة اللجوء.

وتضيف روعة، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، أن هناك أيضا خدمة الطوارئ النفسية في حال وجود مشكلة طارئة، كما يوجد لدينا خدمة المختص النفسي الاجتماعي حيث يذهب لزيارة اللاجئين المسجلين لديها للاطمئنان.

كما لدى المفوضية مركز الفرص يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض النفسية المستقرة، لتعليمهم المهن والحرف ليستطيعوا الاعتماد على أنفسهم.

تقدم منظمات مثل إنقاذ "الطفولة" و"بستيك" و"كنسية جميع القديسين" دعماً نفسياً للمعنفات من النساء والناجيات من الحرب والسجون، بالإضافة إلى رعاية الطفولة والأمومة والدعم المادي للأمهات وأطفالهن.

سلمى الحسن، سورية مقيمة في القاهرة، تقول توفي زوجي في الحرب ولدي طفل واحد، أعمل منذ قدومي إلى مصر قبل 10 سنوات لإعالته، ولكن نواجه العديد من الصعوبات في حياتنا كنساء، وفي فترة لجأت للدعم النفسي الأمر الذي أمدني بالطاقة من أجل الاستمرار.

وتضيف سلمى أن العلاج النفسي مهم جداً لنا كلاجئين بسبب العديد من الأزمات التي تعرضنا لها، الأمر ليس معيبا كما يتصوره البعض، بل إنه مهم كالعلاج الجسدي وأكثر.

وتؤكد سلمى على أهمية هذه الجلسات بالنسبة لها وتقول، فكرة أن يسمعك أحدهم ويساعدك على تخطي آلامك أمر مهم وضروري، وأنا ممتنة جدا لوجود مثل هذه المجموعات.

أما، ميرنا الحموي، سورية تقيم في مصر أيضاً، فتقول لدي طفل مصاب بالتوحد، لجأت إلى منظمة "بستيك" من أجل المشورة فقاموا بإرسال مختصة نفسية قيمت الحالة وتتابع معي طوال الوقت، كما أنها ساعدتني بالوصول إلى الأماكن التي تستطيع احتضان طفلي.

وتضيف ميرنا، ابني تحسن بشكل ملحوظ عندما وجهتني المنظمة نحو الاتجاه الصحيح، فبدأ بتركيب كلمات وجمل ذات معنى، حتى تفاعله معنا بات أفضل.

تطوير مهارات وتأهيل لسوق العمل

تقدم منظمات مثل "هيئة الإغاثة الكاثوليكية" والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين دورات مجانية من أجل تطوير المهارات، وتفتح باب التقديم كل فترة للاستفادة من هذه الدورات.

وتقام هذه الدورات في أكاديميات شريكة للمفوضية مثل "أكاديمية نقوش" وغيرها من الأماكن التي تقدم هذه الخدمات، يتم فيها تعليم فنون يدوية مثل الكروشيه وصناعة الحلي(الإكسسوارات).

بالإضافة إلى التجميل والحلاقة، وتصميم الأزياء، وصنع الحلويات.

تختار النساء الدورات التي تناسبهن، ويتم استكمال الدورة في جدول زمني خاص بكل دورة، حيث تصبح السيدة مؤهلة للدخول إلى سوق العمل.

إيمان خالد، سورية مقيمة في المعادي بالقاهرة، تقول انضممت إلى أكثر من دورة، في البداية اشتركت بدورة لتنظيم الديكور، من ثم دورة لتعليم الحلاقة وتصفيف الشعر، والآن أذهب لدورة التجميل والمكياج، هذه الدورات تكمل بعضها واخترتها لأني أحب هذه المهنة.

وتستكمل إيمان حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، المهارات المكتسبة ساعدتني كثيرا في كسب لقمة عيشي، وأنا اليوم أستقبل الزبائن في منزلي لأني لا أملك محلاً، في الوقت الحالي، ولكن مع الوقت أحلم بأن أفتتح صالوناً خاصاً بي، وبالتأكيد هي مهمة للكثير من الأشخاص الذين يريدون البدء بمشاريعهم الخاصة.

بدورها، سوزان محمد سورية مقيمة في الهرم، تقول استطعت عن طريق دورات الطهي أن أبدأ بالعمل حيث إنها زادت شغفي بالطهي عند التعلم وزادت معلوماتي، فكنت في البداية أصنع الطعام للأقارب والجيران، من ثم بدأت أنشر على مواقع التواصل صورا للطعام الذي أحضره مما زاد أعداد زبائني.

وتضيف سوزان، في ظل الظروف المعيشية القاسية أصبح من المستحيل أن يكفي دخل واحد في البيت، والحياة أصبحت صعبة والأعباء زادت علينا، ومن الجيد وجود أماكن تعليم مجانية لغير القادرين على الدفع، حيث إنها تساعد على تأمين فرص جديدة للعمل.

منظمات المجتمع المدني ودعمها للاجئين في مصر

تدعم منظمات المجتمع المدني اللاجئين تعليمياً وصحياً، وتساعد أيضاً على تأهيل المراهقين نفسياً من أجل الاستعداد للحياة، كما توفر الدعم النفسي والحماية.

أميمة نبيل، مصرية متطوعة في منظمات المجتمع المدني، تقول إن جميع المنظمات لديها نفس آلية العمل عبر تخصيصها الدعم للفئات الأكثر احتياجاً.

كما تنتشر الهيئات التنموية ومنظمات المجتمع المدني في جميع محافظات مصر، ويتم اختيار الأماكن عن طريق تقييم مجتمعات اللاجئين واحتياجاتها، من خلال الاستمارات والمجموعات البؤرية وعلى أساسها يتم التحديد، وفقاً لأميمة.

وتضيف أميمة، يتم الوصول للاجئين عن طريق المراكز المجتمعية ومن ثم التواصل معهم، عن طريق المراكز أو قادة المجتمع المدني في تجمعاتهم، حيث يكون هناك شراكة بين المنظمات وبعد تفرز الحالات حسب الاختصاص أو الخدمات التي تقدمها كل منظمة.

ولا يقتصر الدعم الصحي على الحالات الصعبة وإنما البسيطة أيضاً، بالإضافة للشنط (الحقائب) التعليمية وتأهيل المدارس لاستيعاب الأطفال اللاجئين، وتمكين للمعلمين في المدارس السورية والأفريقية.

وتشمل خدمات المنظمات تمكين الشباب المراهقين وتأهيلهم لسوق العمل والقدرة على مواجهة الحياة.

نور الحمصي، معلمة في مدرسة سورية، تقول يوجد بالفعل دورات من أجل تمكين المدارس وتحسين طرق عملها، ويتم في بعض الأوقات عمل برامج ترفيهية وأنشطة للأطفال اللاجئين عن طريق المفوضية ومنظمات المجتمع المدني.

وتضيف نور، هناك أيضاً بعض المساعدات المادية للطلاب وتوزيع قرطاسية وشنط في بعض الأحيان.

أما رغد السليمان، سورية مقيمة في العاشر من رمضان، فتقول ابنتي كانت تواجه مشكلة في السمع، وذهبت إلى "هيئة إنقاذ الطفولة" من أجل تقييم الحالة، وساعدوني في علاجها حيث أرسلوني إلى مركز طبي شريك لهم، وتكفلوا بكامل مصاريف علاجها.

وتضيف رغد، أن هناك دائماً متابعة من طرف الهيئة لابنتها، حتى لو كان هناك بعض الصعوبات في بعض الأحيان إلا أن وجود هذه المنظمات يدعم قليلاً في هذه الظروف السيئة.