أعلن وزير شؤون الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية أليستر بيرت أن بلاده تقدّم مساعدات لدعم تقنية جديدة مبتكرة توفر للمدنيين الإنذار المبكر لإنقاذ الأرواح في المناطق السورية التي تتعرض لقصف جوي.
وتعمل شركة Hala Systems، المختصة بالابتكارات التقنية على تطوير هذه التقنية التي تهدف إلى رصد حركة الطيران في المناطق السورية عبر أجهزة استشعار عن بعد، وتحليل للبيانات المتعلقة.
وستقوم التقنية الجديدة على تنبيه المواطنين من خلال صافرات الإنذار، وعبر رسائل تصل إلى جوالاتهم وحواسيبهم من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل واتساب وتلغرام وفيسبوك، بالتعاون مع فرق الدفاع المدني في مختلف المناطق السورية.
وبحسب بيان صحفي صادر عن الحكومة البريطانية، فإن هذه التقنية استطاعت بالفعل تحذير أكثر من مليوني شخص، ما أدى إلى تخفيض عدد المصابين بمعدل 27% في المناطق التي تتعرض لقصف جوي شديد.
وبدأت شركة هلا عملها في مدينة إسطنبول التركية بداية من خلال 3 أشخاص، أمريكيين وشاب سوري، هم "جون جيجر" الرئيس التنفيذي لشركة هلا والذي كان يعمل سابقاً في مكتب الشرق الأوسط لدى وزارة الخارجية الأمريكية كمستشار للمنظمات التي بدأت تحاول الحصول على دعم حكومي للقيام بمشاريع إغاثية وتنموية في سوريا.
والرجل الأمريكي الثاني ضمن الفريق هو ديف ليفين الحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال والذي عمل سابقا في الأمم المتحدة، ومؤسس منظمة " Refugee Open War"، وهي منظمة تساعد الناس على بدء مشاريع باستخدام التكنولوجيا لفعل الخير في المناطق غير المستقرة.، أما الشاب السوري الذي لم يتم الكشف عن هويته والحاصل على شهادة عليا في نظم المعلومات الإدارية، وناشط تقني في الثورة السورية، وكان يحاول الوصول إلى مثل هذه التقنية لإنقاذ الأرواح.
واستشار الفريق القائم على تطوير التقنية طياراً سورياً منشقاً عن نظام الأسد ليوضح له بعض المعلومات حول تقنيات الطيران الحربي من حيث سرعة الطائرة وارتفاعها وما إلى هنالك.
وبدأت التقنية عملها بداية في آب 2016، في جزء محدود من محافظة إدلب، التي كانت وقتها تتعرض لقصف عنيف جداً من طائرات النظام وروسيا، وقال الفريق إنهم تلقوا رسالة من شخص أخبرهم أنه نجا مع عائلته بفضل التحذير الذي وصله، لكن جيرانه قتلوا جميعاً في الضربة العسكرية.
وأكمل الفريق إجراء التحسينات على التقنية المذكورة، لتكون أكثر فعالية ودقة، ثم بدؤوا بعد ذلك بنشر عشرات صفارات الإنذار والمستشعرات التي مهمتها التقاط أصوات الطائرات وتحديد مكانها، والتي تعمل حتى أثناء انقطاع الكهرباء والإنترنت، والتي كانت قد بدأت عملها منذ شهر آذار الماضي.
ورغم أن منطقة إدلب والشمال السوري خاضعة لاتفاق خفض التصعيد بين تركيا وروسيا وإيران، فإن النظام وروسيا لم يتوقفوا عن استهداف المناطق السكنية بالغارات الجوية وارتكاب المجازر التي راح ضحيتها مئات المدنيين منذ بداية العام الجاري، وسط تحذيرات في الفترة الماضية من احتمالية شن النظام معركة باتجاه إدلب، رغم التحذيرات التركية وإعلان روسيا عدم حدوث مثل ذلك.