قُتل عنصر من "هيئة تحرير الشام" فجر اليوم الأحد، من جراء عملية تسلل نفذتها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على إحدى النقاط العسكرية غربي حلب.
وأفادت مصادر محلية بأن اشتباكات اندلعت بين عناصر "تحرير الشام" و"قسد" على محور كباشين (جنوب عفرين) بريف حلب الشمالي الغربي، ما أدى إلى مقتل عنصر من الهيئة.
وذكرت حسابات مقربة من الهيئة أن العنصر الذي قُتل هو "عبدو محمود أوسو"، ويعمل ضمن لواء "سعد بن أبي وقاص" التابع لهيئة تحرير الشام.
وانتهت المواجهات بين الجانبين بعد أن تم التصدي لمحاولة التسلل، من دون أن تصدر الهيئة أو "قسد" تفاصيل عن نتائج الاشتباكات.
وتقع المنطقة التي حاولت "قسد" التسلل إليها بالقرب من الخط الفاصل بين مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري.
تصعيد عسكري بين "قسد" والجيش الوطني
وفي الآونة الأخيرة، شهدت مناطق ريف حلب الشمالي تصعيداً عسكرياً متزايداً بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والجيش الوطني السوري، تمثّل بحدوث اشتباكات ومواجهات عنيفة وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وقد جاءت هذه العمليات في وقت حساس، تتزايد فيه التكهنات حول إمكانية التقارب بين تركيا والنظام السوري، في خطوة من شأنها تغيير المشهد السياسي والعسكري في المنطقة بشكل كبير.
وأطلقت قسد، التي ترى نفسها الخاسر الأكبر من هذا التقارب، سلسلة من الهجمات ضد نقاط الجيش الوطني السوري في ريف حلب الشمالي، ويبدو أنها رسالة صريحة ترد على التحركات الدبلوماسية التي تشير إلى احتمال حدوث تقارب بين تركيا والنظام. هذا التقارب، الذي قد يكون مدفوعاً بالرغبة المشتركة المعلنة في مواجهة تهديدات "الإرهاب"، قد يغير معادلة القوة على الأرض، لكن هذا السيناريو يثير قلق قسد، التي ترى في أي تحالف بين "أنقرة ودمشق" تهديداً مباشراً لمصالحها.
ويضيف التصعيد العسكري التركي ضد حزب العمال الكردستاني (PKK) في العراق بُعداً آخر للتوترات الحالية، فالعمليات التركية في العراق تهدف إلى القضاء على معاقل PKK، الذي تعتبره أنقرة تنظيماً إرهابياً، وكذلك يثير هذا التصعيد تساؤلات عن مدى تأثيره على الأوضاع في سوريا، خاصةً أن تركيا تعتبر قسد امتداداً لحزب العمال الكردستاني.
ويعتقد محللون أن الشمال السوري بات ساحة لتبادل الرسائل، حيث تتداخل فيه مصالح عدة أطراف إقليمية ودولية، كما تشير التحليلات إلى أن العمليات العسكرية بين قسد والجيش الوطني السوري، والتقارب المحتمل بين تركيا والنظام، والتصعيد التركي ضد حزب العمال الكردستاني، جميعها عوامل تسهم في تعقيد المشهد وزيادة التوترات في المنطقة، مما يجعل التنبؤ بمصير المنطقة ومستقبل الفاعلين المحليين أمراً بالغ الصعوبة.