هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بخروج بلاده من حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في حال لم تفِ الدول الأعضاء بتعهداتها لزيادة النفقات الدفاعية للحلف.
وقبل وصوله إلى بروكسل وانطلاق القمة، طالب ترمب حلفاء بلاده في الحلف الأطلسي بزيادة نسبة نفقات الدفاع إلى 4% من إجمالي الناتج الداخلي، مهدداً بالانسحاب من الحلف، الأمر الذي أثار قلق الدول الأعضاء في الناتو.
وقبيل الاجتماع الاستثنائي، طالب ترمب أن يحترم الحلفاء التزامهم الذي قطعوه في عام 2014 بتخصيص 2% من إجمالي الناتج الداخلي لنفقات الدفاع بحلول 2024.
وهاجم ترمب ألمانيا القوة الاقتصادية الأولى في الاتحاد الأوروبي، في موقف يعتبر نادر الحدوث في مثل هذه القمم بين حلفاء، واصفاً إياها أنها "رهينة روسيا".
ليعود الرئيس الأمريكي ليغير لهجته بعد لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على انفراد بعد جلسة العمل الأولى للقمة، مؤكداً أنه يرتبط بـ "علاقات جيدة جداً" مع المستشارة الألمانية.
وقال ترمب أنه بحث مع ميركل مشروع خط أنابيب الغاز “نورث ستريم”، وكان الرئيس الأمريكي قد ندّد عدة مرات بمشروع أنبوب الغاز نورث ستريم الذي سيربط مباشرة روسيا بألمانيا وطالب بالتخلي عنه.
ويعتبر مشروع غاز "نورث ستريم" مثيراً للجدل في صفوف الأوروبيين، حيث ترى بولندا أن أوروبا لا تحتاج إلى هذا المشروع، وقال وزير خارجيتها جاسيك شابوتوفيتش لدى وصوله إلى مقرّ الحلف إن نورث ستريم 2 “هو نموذج الدول الأوروبية التي تقدم أموالاً إلى روسيا، وتعطيها إمكانيات يمكن استخدامها ضد أمن بولندا”.
وبحسب مصادر في الناتو، فإنّ زعماء الدول الأعضاء أبدوا استياءهم من تصعيد الرئيس الأمريكي، الأمر الذي أدّى إلى توقف اجتماع زعماء الناتو الاستثنائي مع أوكرانيا وجورجيا، لفترة قصيرة.
من جهته رد رئيس رومانيا رومين راديف على تهديدات ترمب بالقول إن "الحلف الأطلسي ليس سوقاً يتيح شراء الأمن".
وسعى الأمين العام للحلف الأطلسي إلى تفادي الخوض في الأمر خلال المؤتمر الصحافي لنهاية اليوم وقال "لنبدأ أولاً بـ 2 في المئة التي ما زالت تحتاج لكثير من الجهود لتحقيقها"، كما أن البيان المشترك الذي اعتمدته القمة لم يشر أبداً إلى مقترح ترمب.
ما زال 15 بلداً عضواً في الحلف بينها كندا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وبلجيكا، دون 1.4 في المئة من الناتج الإجمالي في 2018، وهو ما يعني أنها لن تكون قادرة على احترام تعهداتها.
ويخشى الأوروبيون شركاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي مما قد يترتب على نتائج القمة التي ستجمع ترمب بنظيره الروسي بوتين في 16 من الشهر الجاري، في العاصمة الفنلندية هلسنكي.