دانت وزراتا الخارجية في تركيا وباكستان، اليوم الأربعاء، إعادة صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلّم).
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي إن هذه الرسومات تعد "استخفافا بالمسلمين، وقلة احترام بحقهم، ولا يمكن إدراج إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول تحت بنود حرية الصحافة والفنون والتعبير".
وأضاف أنه "من غير المقبول سعي بعض المسؤولين الفرنسيين، وفي مقدمتهم الرئيس إيمانويل ماكرون، تبرير الحادثة على أنها تندرج تحت حرية التعبير".
وأشار إلى أنه "يجب على الأطراف التي تتفاخر بديمقراطيتها وحرياتها في كل فرصة، أن تعلم أنها تخدم الفاشية والعنصرية الحديثة في فرنسا وأوروبا، من خلال تأجيجها معاداة الإسلام والأجانب عبر هذا النوع من الهجمات العنصرية".
وأكد أن "هذه العقلية المريضة التي تسعى كل يوم لتهميش ملايين المسلمين المقيمين بسلام في بلادهم، تعتبر ضربة للانسجام والوحدة والمساواة في المجتمع"، داعياً المسؤولين الأوروبيين "لاتخاذ موقف صريح وواضح حيال ازدياد حالات استهداف القيم الإسلامية المقدسة في الآونة الأخيرة".
من جانبها قالت وزارة الخارجية الباكستانية عبر حسابها على تويتر إن "باكستان تدين بأشد العبارات قرار مجلة (شارلي إيبدو) الفرنسية إعادة نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم".
— Spokesperson 🇵🇰 MoFA (@ForeignOfficePk) September 1, 2020
وأضافت الخارجية أن "مثل هذا العمل المتعمد لإهانة مشاعر ملياري مسلم لا يمكن تبريره على أنه ممارسة لحرية الصحافة أو حرية التعبير، فهذه الأعمال تقوض التطلعات العالمية للتعايش السلمي وكذلك الوئام الاجتماعي بين الأديان".
وكانت صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة قد أعلنت، أمس الثلاثاء، نيتها إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد، قبل بدء محاكمة المتهمين في الهجوم الذي استهدف مقرها عام 2015 ، والذي أسفرعن مقتل 12 شخصاً من موظفيها.
وبدأت اليوم الأربعاء في فرنسا محاكمة 14 شخصا يشتبه بتقديمهم مساعدات لـ"متشددين إسلاميين" نفذوا هجوما على مجلة "شارلي إبدو" الساخرة، التي أعادت نشر الرسوم تزامناً مع بدء المحاكمة.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس، في السابع من كانون الثاني عام 2015، هجوماً استهدف مقر الصحيفة التي اعتادت نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي الكريم، أعقبه ثلاث هجمات في الأيام الثلاثة التالية، أسفرت جميعها عن مقتل 17 شخصاً، بينهم ثلاثة من منفذي الهجمات.