رفضت السلطات التركية السماح لطائرة فنزويلية، متوجهة من كراكاس إلى دمشق، بعبور أجوائها نحو الأراضي السورية.
ووصلت الطائرة الفنزويلية إلى مطار دمشق الدولي، أول أمس الثلاثاء، في أول رحلة مباشرة من كراكاس، إيذاناً بعودة حركة النقل الجوي بين البلدين المتوقفة منذ نحو 12 عاماً.
وأظهرت بيانات التتبع الجوي أن الطائرة أقلعت من العاصمة الفنزويلية كراكاس على المحيط الأطلسي، في 30 أيار الماضي، وحلقت فوق البرتغال وإسبانيا وإيطاليا وألبانيا واليونان ودخلت الأراضي التركية، لكنها عادت أدراجها وحلقت فوق بحر إيجة والبحر المتوسط وصولاً إلى سوريا، من دون أن تهبط.
وحتى اللحظة، لم تصدر أي تصريحات رسمية بخصوص عدم السماح للطائرة الفنزويلية باستخدام المجال الجوي التركي، رجّح ناشطون أن الموقف التركي يرجع إلى العقوبات الغربية المفروضة على النظام السوري، بما في ذلك حظر الطيران.
ونشرت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" صوراً قالت إنها للطائرة الفنزويلية لدى وصولها إلى مطار دمشق الدولي، وعلى متنها 102 راكب، بينهم وزير النقل الفنزويلي ونائب وزير الخارجية على رأس وفد مرافق له.
وفي مؤتمر صحفي في مطار دمشق، اعتبر وزير النقل الفنزويلي، رامون بيلاسيكز أراغويان، أن استئناف الرحلات الجوية بين البلدين "انتصار للشعبين، وتجسيد لإرادة قيادتي البلدين"، مشيراً إلى وجود أكثر من مليون سوري يقيمون في فنزويلا، وأن عودة الرحلات الجوية ستسهم في إعادة الوصل التجاري بين البلدين.
من جانبه، قال وزير النقل في حكومة النظام السوري، زهير خزيم، إن عودة الرحلات الجوية بين فنزويلا وسوريا "تفتح آفاقاً بمختلف المجالات، وتسهل للمواطنين الفنزويليين من أصل سوري التواصل مع الوطن".
وأشار سفير النظام السابق في فنزويلا، ومدير إدارة أميركا في وزارة الخارجية، خليل بيطار، أنه من المقرر أن تكون هناك رحلة كل 15 يوماً بين دمشق وكراكاس.
فنزويلا من أبرز داعمي النظام السوري
وتعتبر فنزويلا من أبرز الدول الداعمة للنظام السوري، إذ لم تقطع علاقاتها السياسية مع النظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية، وحافظت على علاقات وثيقة معه، فضلاً عن وقوفها بشكل دائم ضد إدانة انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
وفي عام 2021، انتشرت تقارير صحفية حول تجنيد روسيا لشبان سوريين في مناطق سيطرة نظام الأسد للذهاب إلى فنزويلا بهدف حراسة آبار النفط مقابل أجر مادي زهيد.
ومطلع العام 2022، أعلن رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، عزمه على زيارة سوريا قريباً، مشيداً بالدور الروسي والصيني والإيراني فيما أطلق عليه "انتصار نظام الأسد على الإمبريالية".
ويعتبر مادورو من أبرز حلفاء روسيا في دول أميركا اللاتينية، ومناهض لمعسكر الولايات المتحدة، ويشهد حكمه منذ العام 2013 توترات شديدة، وبشكل خاص بعد بداية 2019، عندما أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً، في حين لا تعترف 50 دولة، من بينها الولايات المتحدة ودول أوروبية، بإعادة انتخابه، وتدعم زعيم المعارضة خوان غوايدو.