- مبرمج فلسطيني من غزة اخترق نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، عام 2016.
- ظل المبرمج الفلسطيني عمر تحت المراقبة من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي الذي يسعى إلى اعتقاله ومعرفة كيفية تمكّنه من اختراق القبة الحديدية.
- في عام 2021، بدأ الموساد في تنفيذ خطة لاختطاف عمر، حيث جنّد عميلين تواصلا معه بدعوى تقديم عرض عمل، وفي عام 2022، اختطفه الموساد في ماليزيا وعذّبه بشدة لمدة 36 ساعة.
- علمت المخابرات التركية بحادث الاختطاف وأنقذت عمر بمساعدة وحدات العمليات الخاصة الماليزية، التي اعتقلت 11 شخصاً على صلة بالاختطاف، من بينهم عميل الموساد فؤاد أسامة حجازي.
أفادت وسائل إعلام تركيّة، بأنّ جهاز المخابرات التركي تمكّن في عملية أمنية واستخبارية معقدة جرت في ماليزيا، من إنقاذ حياة مبرمج فلسطيني تعرّض للخطف والتعذيب على يد جهاز الموساد الإسرائيلي، بسبب نجاحه في اختراق القبة الحديدية خلال وجوده في قطاع غزة.
وبحسب صحيفة "Sabah" فإن المبرمج الفلسطيني الشاب عمر.أ (32 عاماً)، اشتهر بقدراته الهائلة في مجال الاختراق الإلكتروني، حيث تمكّن من اختراق نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلية، عام 2016، ما أدّى إلى وقوع خسائر فادحة للجيش الإسرائيلي.
وتعرّض نظام الدفاع الجوي العسكري الشهير في إسرائيل المعروف بـ"القبة الحديدية" إلى ضعف مؤقت في عامي 2015-2016، واستغلت كتائب عز الدين القسّام -الجناح العسكري لـ حركة حماس- هذا الأمر لشن هجمات صاروخية على نقاط حساسة في إسرائيل.
وفشل الاحتلال الإسرائيلي من منع الهجمات، حينذاك، واكتشف لاحقاً أنّ المبرمج الفلسطيني الشاب عمر.أ من مواليد 1991، هو من تمكّن تعطيل القبة الحديدة، ومنذ ذلك الحين، ظل الشاب تحت المراقبة من قبل جهاز الموساد، الذي يسعى إلى اعتقاله ومعرفة كيفية تمكنه من اختراق القبة الحديدية.
ملاحقته من الموساد
وتخرّج عمر من قسم علوم الحواسيب في جامعة غزة الإسلامية وصمّم برنامج اختراق لصالح وزارة الداخلية في غزة، حيث كان هذا البرنامج قادراً على اختراق جميع الهواتف القائمة على نظام "أندرويد".
وتلقّى عمر في 2019 عرض عمل من شركة برمجيات نرويجية وطلبت منه تطوير تطبيق، إلا أنه شك في العرض ورفضه، وانتقل من العاصمة المصرية القاهرة إلى ولاية إسطنبول غربي تركيا.
وبدأ الموساد، عام 2021، في تنفيذ خطة لاختطاف عمر حيث جنّد عميلين اثنين تواصلا معه بدعوى تقديم عرض عمل، إذ تواصل معه شخص يدعى رائد غزال وادّعى أنه مدير الموارد البشرية في شركة فرنسية تُدعى (Think Hire)، إلا أنه كان عميلاً للموساد الإسرائيلي.
وحاول رائد غزال خلال شهري حزيران وآب 2021، توظيف عمر لصالح الشركة من خلال إجراء مقابلات وجهاً لوجه في إسطنبول، إلا أنه بعد فترة قصيرة سلّم العملية إلى عمر شلبي، وهو عميل آخر في الموساد، تتلخص مهمته في جلب عمر إلى "تل أبيب".
وعرض شلبي على عمر تصميم برنامج مقابل 10 آلاف دولار، وبمجرد تصميمه البرنامج، تلقّى عمر المال عن طريق الشركة الفرنسية، وكان الشخص الذي أرسل الأموال هو عميل للموساد يستخدم هوية مزيفة باسم جون فوستر.
محاولة الموساد إخراجه من تركيا
بعد ذلك، تولّى شخص يدعى نيكولا رادونيج (44 عاماً) المهمة من عمر شلبي، في حزيران 2022، وأقام في فندق كاراكوي بإسطنبول بين 28 و31 آب 2022، والتقى بالغزاوي عمر، وعرض عليه راتباً قدره 5200 دولار إذا بقي في إسطنبول، و20 ألف دولار إذا وافق على العمل في البرازيل.
وزعم "رادونيج" أن عبد البر محمد كايا، والمغربي يوسف دحمان جديد، وهم عملاء للموساد الإسرائيلي، سيعملون معه في مشروع قائم على الإنترنت.
وادعى "رادونيج" أن لديه معارف في إدارة الهجرة في إسطنبول وطلب من عمر إرسال جواز سفره وعنوان إقامته على الفور، حيث كان الهدف الحصول على عنوان منزل عمر، كما أصرّ على ضرورة قدومه إلى الخارج، قائلاً: إن الشركة بحاجة إليه، وبعد هذا الإلحاح، تدخّلت الاستخبارات التركية وحذّرت عمر ومنعته من السفر إلى الخارج.
اختطافه في ماليزيا
قرر عمر السفر إلى ماليزيا للسياحة، في أيلول 2022، وكانت المخابرات التركية على علم مسبق بالعروض المشبوهة الموجهة إليه، لذلك قدّمت التحذيرات اللازمة قبل سفره إلى الخارج، وحمّلت تطبيقاً على هاتفه يُرسل موقعه باستمرار إلى إسطنبول حتى لو أغلق الهاتف.
وعقب وصوله إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، اختطفه الموساد الإسرائيلي، ليلة 28 أيلول 2022، واقتاده إلى كوخ جبلي بمنطقة "Hulu Langat" حيث عذبته بشدة لمدة 36 ساعة، واستجوبته قيادة الموساد عبر اتصال مكالمة فيديو من "تل أبيب".
حاول مسؤولو الموساد في "تل أبيب" معرفة كيف نجح في تعطيل نظام القبة الحديدية، وأي لغة برمجة استخدمها، وكيف يمكن إيقاف نظام اختراق الهواتف المحمولة القائمة على نظام "أندرويد"، التي يستخدمها موظفو القطاع العام والعسكريين الإسرائيليين.
"تحت حماية المخابرات التركية"
بمجرد علم الاستخبارات التركية بحادثة الاختطاف، أبلغت نظراءها في ماليزيا بأنّ الأمر مستعجل وأرسلت موقع الشاب الفلسطيني في الكوخ الجبلي لإنقاذه.
وأجرت وحدات العمليات الخاصة الماليزية مداهمة مفاجئة وأنقذت الشاب الفلسطيني، وأمرت محكمة كوالالمبور الجزائية بإلقاء القبض على 11 شخصاً، فيما نقلت المخابرات التركية الشاب عمر إلى إسطنبول ووضعته في منزل آمن تحت إشرافها.
وتكتمت المخابرات التركية على تفاصيل هذه العملية حتى تمكّنت، خلال الأسابيع الماضية، من اعتقال عميل الموساد فؤاد أسامة حجازي.