أفاد وزير الدفاع التركي يشار غولر، بأن بلاده غيّرت استراتيجيتها في مكافحة "التنظيمات الإرهابية"، عبر تبني مبدأ تدمير الإرهابيين في أوكارهم أينما كانوا.
وقال غولر، في مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة، إنّ تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) متمركز في شمالي العراق منذ سنوات طويلة، وينفذ عملياته الإرهابية انطلاقاً من تلك المنطقة.
وأضاف أن قوات الأمن التركية موجودة في شمالي العراق منذ نحو 6 أعوام، وأن "التنظيم الإرهابي" اضطر إلى مغادرة العديد من الأماكن التي كان يوجد فيها هناك.
"أم العمليات"
في الخامس من آذار الفائت، أطلق الرئيس التركي تهديداً مباشراً بشأن "إتمام الطوق" الذي سيؤمن الحدود التركية مع العراق، مؤكداً: "خلال الصيف المقبل سنكون قد قمنا بحل هذه المسألة بشكل دائم".
وليست المرة الأولى التي تهدّد فيها أنقرة بشن العملية العسكرية، فقد نفّذ الجيش التركي عمليات جوية سابقة، ضد مواقع تابعة لـ"حزب العمال" في إقليم كردستان ومنطقة سنجار الجبلية، ابتداء من "عملية المخلب1"، في عام 2019، وصولاً إلى "قفل المخلب"، في العام 2022.
لكن تصاعد نبرة التهديد الحالية، تزامنت مع تطورات سياسية قد يجعلها أكثر جدية من أي وقت مضى، أوّل هذه التطورات كان تكثيف الزيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، نتج عنها انعقاد "القمة الأمنية"، منتصف آذار الفائت، بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالن، ووزير الدفاع يشار غولر.
أما التطور الأبرز فتمثّل بزيارة أردوغان إلى العراق وأربيل، لأوّل مرة منذ 13 عاماً، نتج عنها توقيع 26 اتفاقية، أبرزها: "مذكرة تفاهم بشأن الإطار الاستراتيجي".
وأكّد أردوغان على إمكانية القيام بخطوات مشتركة لإنهاء "حزب العمال الكردستاني"، قائلاً: إنّ "مستنقع الإرهاب، في العراق وسوريا، وخاصة في سوريا، سوف يجف ليس فقط بجهودنا، ولكن أيضاً بالجهود المشتركة لحكومتي الدولتين".
وسبق زيارة أردوغان، التي وصفت بـ"التاريخة"، تسريب وسائل إعلام تركية عن مخطط العملية التركية في الشمال العراقي، والتي وصفتها صحيفة "حرييت" بأنها "أم العمليات"، مشيرة إلى أن هدفها "إنشاء خط آمن بطول 40 كيلومتراً وعمق 40 كيلومتراً على الحدود العراقية - التركية".