رفضت السلطات التركية، منح تأشيرات دخول (فيزا) لـ وفد نظام الأسد، الذي تلقّى دعوة حضور لـ مؤتمر حول اللاجئين السوريين في مدينة إسطنبول، دعا إليه ونظّمه حزب الشعب الجمهوري (المُعارض) في تركيا.
ونقل مراسل تلفزيون سوريا عن القائمين على المؤتمر، أن السلطات التركية رفضت منح وفد نظام الأسد القادم مِن دمشق، تأشيرات لدخول أراضيها، عقب توجيه حزب الشعب الجمهوري المعارض، في وقتٍ سابق، دعوات لمندوبين من "النظام" لحضور المؤتمر.
وسبق أن قال نائب رئيس حزب "الشعب الجمهوري" (ولي آبابا) ومنسّق المؤتمر، يوم 25 أيلول الجاري، إن بعض المشاركين القادمين مِن دمشق للمشاركة في المؤتمر قد لا يتمكنون مِن الحضور، بسبب مشاكل في الحصول على تأشيرة الدخول إلى تركيا.
وانطلق في وقتٍ سابق، اليوم السبت، مؤتمراً تحت عنوان (مؤتمر سوريا الدولي) نظّمته المعارضة التركية المتمثلة بـ حزب الشعب الجمهوري، وذلك مِن أجل مناقشة موضوع اللاجئين السوريين في تركيا.
وحضر المؤتمر، العديد مِن الوفود العربية والأجنبية (بينهم وفود عن روسيا وإيران حلفاء نظام الأسد)، إضافةً لـ أكاديميين وصحفيين (بينهم صحفي مِن قبل نظام الأسد بمشاركة غير رسمية)، كما لم تشارك المعارضة السورية بصفة رسمية أيضاً.
وكان رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو (مِن "الحزب الجمهوري" المعارض) قد افتتح المؤتمر بكلمة عن اللاجئين السوريين، وانتقد فيها سياسات الحزب الحاكم في تركيا (العدالة والتنمية) تجاه القضية السورية.
اقرأ أيضاً.. ماذا قالت المعارضة التركية في مؤتمرها عن اللاجئين السوريين؟
المتحدثة باسم الوفد الأميركي إلى المؤتمر (إيمي أوستن هولمز) قالت خلال كلمتها عن اللاجئين السوريين، إنها "ترجو من تركيا عدم إجبار اللاجئين السوريين على العودة قبل تحقيق الاستقرار في سوريا".
وأضافت المتحدثة الأميركية، أنهم اتفقوا مع شركائهم الأتراك على بنود المنطقة الآمنة، ولكن الرئيس التركي "ما زال يستخدم لغة التهديد بعملية سياسية"، وأن هذا التهديد المتكرر يؤثّر سلباً على العلاقات بين البلدين، مشيرة في الوقتِ عينه، إلى أن "فكرة عودة اللاجئين إلى المنطقة الآمنة ليس منطقياً؛ لأن اللاجئين يريدون العودة إلى بيوتهم"، متسائلة "أهالي الجنوب كيف يعودون إلى الشمال؟".
وتحدّثت المسؤولة الأميركية أيضاً عن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) قائلةً إنهم "قوات محلية ولا يمكن إبقاؤهم خارج محادثات السلام في سوريا"، وأن مناطق شمالي سوريا "ليست مناطق كردية بل هي سورية وسكّانها مختلفون عرقياً ودينياً"، لافتاً أن بلادها "تعمل على تمويل الاستقرار، وتريد تمويل إعادة بناء دير الزور والرقة".
وشدّدت المتحدثة الأميركية، على أنه أولوية بلادها في سوريا "القضاء على تنظيم الدولة"، لافتةً أنهم "نجحوا في محاربة التنظيم، ولكنه ما يزال نشطاً"، مشيرة في الوقتِ عينه، أنهم "سحبوا مواطنيهم الذين كانوا ينتمون للتنظيم، وعلى باقي الدول فعل الشيء نفسه".
أمّا متحدث الوفد الروسي إلى المؤتمر (إيفان ستارودوبتسي) قال، إن "مساري أستانا وجنيف فشلا في حل مشكلة اللاجئين، وأن مسار أستانا هو حل جزئي وليس هو كل الحل"، مضيفاً في الوقتِ عينه أن "شمال شرقي سوريا هي ثلث الأراضي السورية وهي تحت سيطرة جهات مشبوهة، وأن واشنطن لديها تناقض في إدارة الملف السوري".
بدوره، متحدث الوفد الإيراني (غلام علي جيهاني)، اعتبر أن تركيا أفضل بلد تعامل مع اللاجئين"، متطرقاً إلى موضوع الوجود الأميركي في سوريا، معتبراً أنه غير شرعي وأنه يفاقم الأزمة ولا يساهم في إحلال السلام، وأنه أكبر مشكلة تواجه المنطقة، وفقاً لـ قوله.
يأتي ذلك في ظل مؤتمر حول اللاجئين السوريين عُقد في مدينة إسطنبول، اليوم، برعاية حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، وسبق أن دعا إليه رئيس الحزب (كمال كليجدار أوغلو)، مطلع شهر آب الماضي، مشدّداً على ضرورة دعوة جميع الأطراف في سوريا بمن فيهم ممثلون عن نظام الأسد.
وسبق أن شهدت دعوة المعارضة التركية لـ مؤتمر حول اللاجئين السوريين انتقادات واسعة، نتيجة توجيه الدعوة عبر ملصقات تحمل "علم النظام" فقط، معتبرين أن الدعوة تمثّل جهة واحدة في سوريا، وبعيدة عن عنوان المؤتمر وأهدافهِ في إحلال السلام بسوريا.
يشار إلى أن المعارضة التركية دعت أكثر مِن مرة، إلى عقد محادثات رسمية مع نظام الأسد وعودة السفير التركي إلى دمشق، الذي سحبته الحكومة التركية، شهر آذار عام 2012، وعمِلت على دعم المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً بعد اندلاع الثورة السورية، ما أثار حفيظة المعارضة التركية، وخاصة حزب الشعب الجمهوري.