رحّبت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وقوى مدنية سودانية يوم الجمعة، بتوقيع ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على "إعلان مبادئ أولي" في مدينة جدة السعودية.
وأمس الخميس، وقّع ممثلون عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على "إعلان جدة" الذي من شأنه إنهاء القتال المستمر بين الطرفين في السودان منذ منتصف نيسان الماضي، وإلزامهما بحماية المدنيين، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
ويعد الإعلان الموقّع اتفاقاً أولياً، يعقبه جولة محادثات أخرى من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين المتصارعين.
وأصدرت "الآلية الثلاثية" المشكّلة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي َوالهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، بياناً قالت فيه إن الاتفاق المبدئي الذي وقعه ممثلو الطرفين المتصارعين في السودان "خطوة أولى مهمة نحو التخفيف من المعاناة الإنسانية، وحماية حياة وكرامة المدنيين في البلاد".
كما دعا البيان مختلف الأطراف في السودان إلى تطبيق التزاماتهم التي تضمنها الإعلان، وترجمتها إلى "عمل ملموس على أرض الواقع".
حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات
وشدّد البيان على ضرورة "إعطاء الأطراف تعليمات واضحة إلى الرتب الدنيا للتقيد بإعلان الالتزام بحماية المدنيين وتسهيل المرور الآمن للمساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات، إضافة إلى الدفن اللائق للموتى".
ولفت البيان إلى استعداد "إيغاد" لدعم الأطراف والداعين للمحادثات من أجل التنفيذ الكامل لإعلان المبادئ الأولي بجدة، مؤكداً على أهمية الدعم المستمر والمنسق من قبل المجتمع الدولي خلال هذه المرحلة الحرجة، وضرورة المشاركة الهادفة والواسعة من المدنيين والسياسيين، بما في ذلك النساء.
ترحيب القوى المدنية السودانية
من جانبها، أعربت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان (الائتلاف الحاكم سابقاً) في بيان، عن ترحيبها بالتوقيع على الإعلان المبدئي للالتزام بحماية المدنيين في السودان، معتبرة أنه "خطوة أولى مهمة نحو إنهاء الحرب الدائرة في البلاد".
ودعت "الحرية والتغيير" الطرفين المتحاربين للالتزام الجاد ببنود الاتفاق، والمضي قدماً وصولاً إلى تحقيق وقف دائم ونهائي لإطلاق النار، وإنهاء الخلافات بالحوار بعيداً عن العنف والقوة المسلحة.
وقف إطلاق النار في السودان لـ 10 أيام
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، أعلنت وزارة الخارجية السعودية استمرار محادثات جدة بين طرفي النزاع في السودان، بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بينهما لقرابة 10 أيام، وذلك بمراقبة أميركية سعودية دولية، ثم مشاورات أخرى للوصول إلى وقف دائم.
وقالت الخارجية السعودية في بيان، إن إعلان الاتفاق الأولي الذي حمل اسم "إعلان جدة"، يشتمل على إقرار التزامات إنسانية تنفذ فوراً مثل "تمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات، والسماح بدفن الموتى باحترام"، فضلاً عن جدولة محادثات مباشرة جديدة بين الطرفين.
وكانت المحادثات المباشرة قد انطلقت بين الطرفين يوم الأحد الماضي، بهدف "الوصول إلى وقف فعال لإطلاق النار" الذي يشهده السودان منذ الـ15 من نيسان الماضي، بين الجيش وقوات "الدعم السريع" أسفرت عن أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين و"أوضاع إنسانية صعبة"، وفق بيان الخارجية السعودية.