أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، يوم الإثنين، تقريراً بعنوان "تحقيق يثبت مسؤولية النظام السوري عن الهجوم بالذخائر العنقودية على تجمع للمخيمات شمال غربي مدينة إدلب"، وأكدت فيه أن روسيا دعمت النظام السوري في هذا الهجوم.
وقال التقرير إن الهجوم حصل في 6 من تشرين الثاني 2022 في المنطقة الجبلية الواقعة في الجهة الغربية والشمالية الغربية من مدينة إدلب والتي تتوزع فيها مجموعة من المخيمات أبرزها: "مرام، وطن، وادي خالد، محطة المياه/ كفر روحين، مورين، الإيمان/ كفر روحين، بعيبة.
وذكر التقرير أن راجمة صواريخ متمركزة في منطقة خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، رجح أنه مطار النيرب العسكري في مدينة حلب، أطلقت باستخدام نظام إطلاق صواريخ "BM-27URGAN" من عيار 220 ملم، صواريخ من نمط "M27K19" تحمل ذخائر فرعية من نمط "N2359"، ورجح من خلال رصد مخلفات الهجوم أن عددها ثمانية صواريخ، انفجرت تباعاً في سماء المنطقة الجبلية المكتظة بالمخيمات، شمال غربي وغربي مدينة إدلب، ومنطقة أحراش الباسل.
كم بلغ عدد ضحايا الهجوم؟
وسجل التقرير مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً، 9 مدنيين بينهم أربعة أطفال وسيدتان وجنين، إضافة إلى مقاتلين اثنين من عناصر هيئة تحرير الشام من جراء الهجوم العنقودي على المعسكرات في منطقة أحراش الباسل، وإصابة ما يقارب 75 شخصاً آخرين غالبيتهم العظمى من المدنيين. وقع العدد الأكبر من الضحايا القتلى في مخيم مرام للنازحين، وأشار التقرير إلى نزوح قرابة 7500 مدني من جراء هذا الهجوم.
وحدد التقرير انتشار مخلفات القصف في 29 موقعاً سقطت فيها مخلفات الصواريخ العنقودية، 26 من هذه المواقع توزعت في أربعة مخيمات واقعة في منطقة انتشار مخلفات الهجوم بالذخائر العنقودية هي "مرام، وادي خالد، محطة المياه/ كفر روحين، مورين" وإصابتها بأضرار مادية متفاوتة، وكان مخيم مرام هو الأكثر تضرراً جراء الهجوم. كما استعرض الأضرار التي لحقت بالمخيمات.
روسيا دعمت النظام السوري في هذا الهجوم
أثبت التقرير مسؤولية النظام السوري عن الهجوم، وعلى تلقيه الدعم اللوجستي من القوات الروسية في هذا الهجوم. وأكد أن استخدام قوات النظام السوري بقيادة بشار الأسد لذخائر عنقودية يُعتبر انتهاكاً لكلٍّ من مبدأي التمييز والتناسب في القانون الدولي الإنساني، ويُعتبر بمثابة جريمة حرب.
وشدد التقرير على أن عمليات القصف على مخيمات النازحين والتجمعات المدنية تسببت في نشر حالة من الإرهاب والخوف بين المشردين وفاقمت بشكل صارخ من أوضاعهم الإنسانية الكارثية التي تعاني أصلاً من تدهور من ناحية الاستجابة الإنسانية الأولية.
واعتمد التقرير على المنهج الاستقصائي كمنهج معتمد في التحقيق، وهو منهج يعتمد على جمع واستقراء الدلائل والحجج والشهادات وذكر أنَّ التحقيق في هجمات الذخائر العنقودية يعتبر ذا طبيعة مختلفة عن التحقيق في هجمات بأسلحة أخرى، نظراً لطبيعة السلاح المستخدم وآلية انفجاره وانتشاره في مساحة شاسعة.