كشف تحقيق لتلفزيون "الجديد" اللبناني، عن تورّط رجال أعمال سوريين مقرّبين من نظام الأسد، باستقدام شحنة نترات الأمونيوم التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي.
وفي برنامجه "بابور الموت"، قال الصحافي اللبناني فراس حاطوم إن الشركة التي اشترت شحنة نترات الأمونيوم من مصنع في جورجيا هي شركة "سافارو ليمتد"، التي تديرها شركة أخرى تدعى "إنترستاتوس"، وتعود ملكيتها لرجل الأعمال السوري المقيم في روسيا عماد خوري.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية رجل الأعمال عماد خوري وشقيقه مدلل خوري على قائمة العقوبات في العام 2015، على خلفية تقديمها الدعم لنظام الأسد والمصرف المركزي، وعملهما كمنسقين لمصالح نظام الأسد في قبرص وروسيا.
كما عُرف عن مدلل خوري دوره كوسيط لشركة روسية مملوكة للمسؤولة في مصرف سوريا المركزي وعضو مجلس النقد والتسليف بتول رضا، قامت بإدخال شحنات من مادة نترات الأمونيوم إلى سوريا أواخر العام 2013، أي في نفس الفترة التي وصلت فيها السفينة المحملة بشحنة نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت.
وبحسب التحقيق، فإن شركة "إنترستاتوس" مقرها قبرص ولكنها غير نشطة، في حين أن "سافارو ليمتد" هي شركة وهمية وواجهة لشركة أخرى تدعى "هيسكو" للهندسة والإنشاءات، وتعود ملكيتها للملياردير السوري ورجل الأعمال جورج حسواني، الذي لعب دوراً في قضية "راهبات معلولا" نهاية العام 2013، كما فرضت عليه الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على خلفية دوره في تجارة النفط بين نظام الأسد و"تنظيم الدولة" بين عامي 2013 و2014.
وشركة "هيسكو"، أُسست في العام 2005 كشركة للهندسة والإنشاء، نفذت مشاريع إنشاءات ومقاولات في سوريا ولبنان والأردن، وفي وقت لاحق أصبحت واحدة من بين مجموعة شركات إنتاج الطاقة الوسيطة، كما شكّلت ذراعاً تنفيذياً لعدد من شركات الطاقة الروسية، مثل شركة "ستروي ترانس غاز"، وأدرجتها وزارة الخزانة الأميركية في العام 2015 على قائمة العقوبات.
وأكد التحقيق أن شركة "هيسكو" حُلّت في تشرين الثاني الماضي، أي بعد ثلاثة أشهر من انفجار مرفأ بيروت.
اقرأ أيضاً: كارثة مرفأ بيروت.. ما قصة "الأمونيوم" المُصادر وكيف انفجر؟
وفي السياق، أكد التحقيق أن شركة "سافارو"، المسجّلة لدى السلطات البريطانية في عنوان آخر، يتطابق تماماً مع عنوان شركة أخرى تدعى "أي كي بيترولويوم"، وهي شركة أُسست في تشرين الثاني من العام 2013، أي قبل أقل من شهر من إصدار بوليصة شحن نترات الأمونيوم، وتدار من نفس الشركة "إنترستاتوس"، المملوكة لرجل الأعمال عماد خوري.
وصادرت السلطات اللبنانية 2750 طناً من نترات الأمونيوم، من سفينة "روسوس"، التي وصلت إلى مرفأ بيروت في تشرين الثاني من العام 2013، كانت قادمة من جورجيا وفي طريقها إلى موزمبيق.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مصرف قبرصي، أعطى قرضاً لشراء السفينة التي نقلت شحنة نترات الأمونيوم، وكان من بين الأسباب أن واحداً من عملاء البنك على الأقل كان على صلة بمركز "البحوث والدراسات العلمية" التابع لنظام الأسد، وتبين لاحقاً أن حسواني والأخوين خوري يتصدرون قائمة عملاء المصرف.
اقرأ أيضاً: لبنان يوقف 25 شخصاً في قضية انفجار مرفأ بيروت
وتوقفت السفينة "روسوس" التي حملت شحنة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت في العام 2013 بشكل مفاجئ بسبب أعطال، وقال ربان السفينة، الذي صدرت مذكرة توقيف بحقه من "الإنتربول"، إن مالك السفينة رفض دفع 60 ألف دولار لميناء بيروت وتخلى عن السفينة.
وتسبّب انفجار مرفأ بيروت، بمقتل 188 شخصاً، وإصابة أكثر مِن 6500 آخرين وفقدان أكثر مِن 7 أشخاص، بينهم سوريون، فضلاً عن دمار هائل في المرفأ والأحياء السكنية المحيطة به، كما حوّل العاصمة بيروت إلى مدينة منكوبة بعد تشرّد أكثر مِن ربع مليون نسمة مِن سكّانها.
ورفض لبنان إجراء تحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت، إلا أنّ محققين فرنسيين وآخرين من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي يشاركون في التحقيقات المحليّة، كما طالب خبراء أمميّون في مجال حقوق الإنسان بإجراء تحقيق مستقلّ وسريع، معربين عن قلقهم من ثقافة "الإفلات من العقاب" السائدة لبنان.
اقرأ أيضاً: الإنتربول يأمر باعتقال مالك وقبطان سفينة مرتبطة بانفجار بيروت