نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية، السبت الماضي تحقيقاً يسلط الضوء على تورط شركات أوروبية، في ألمانيا وسويسرا، في تطوير البرنامج النووي في باكستان عام 1980، والذي ساعد بدوره في تطوير البرنامج النووي الإيراني.
وكشف التحقيق أن إسرائيل نفذت ثلاث عمليات تفجير استهدفت منشآت ومبانيَ داخل أوروبا تابعة للشركات الأوروبية الداعمة للباكستانيين في بناء برنامج النووي قبل أربعة عقود.
وبحسب التحقيق فإن تورط الشركات الأوروبية في دعم البرنامج النووي لإسلام آباد، لم يكن خفياً، إلا أن الجديد هو حصول معدي التحقيق على وثائق جديدة تكشف بعض المحاولات الأميركية والإسرائيلية لحرمان باكستان من امتلاك أسلحة نووية.
وأشار التحقيق إلى أن هذه المحاولات باءت بالفشل، وتعتبر باكستان اليوم هي واحدة من تسع دول تملك سلاحاً نووياً، إضافة للهند وكوريا الشمالية وإسرائيل والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن.
وقالت الصحيفة السويسرية، بالنسبة لإسرائيل كان احتمال أن تصبح باكستان أول دولة إسلامية لديها قنبلة ذرية يشكل تهديدا وجوديا.
الموساد يفجر في أوروبا
وجاء في التحقيق أن عملاء يشتبه في أنهم أعضاء في الموساد الإسرائيلي كانوا مسؤولين عن ثلاث عمليات تفجير طالت منشآت أو منازل تابعة للشركات الأوروبية الثلاث المعنية، وجميعها حدثت في عام 1981.
- الانفجار الأول، في 20 شباط/ فبراير، في منزل كبير المهندسين في شركة تدعى "Cora Engineering Chur"، من دون تحديد موقعه.
- الانفجار الثاني في 18 أيار/مايو في مصنع شركة تدعى "Wälischmiller" في مدينة ماركدورف في جنوب ألمانيا.
- الثالث في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، في مكاتب مهندس اسمه هاينز باوس، في مدينة إرلنغن في ولاية بافاريا الألمانية.
لم تسفر التفجيرات الثلاثة المنسوبة للموساد عن سقوط ضحايا أو تسجيل خسائر فيما عدا مقتل كلب المهندس باوس.
وبحسب الصحيفة السويسرية، جاء التفجير الأول بعد أشهر قليلة من محاولة فاشلة من جانب الإدارة الأميركية، آنذاك، بقيادة جيمي كارتر لدفع حكومتي ألمانيا الغربية وسويسرا إلى اتخاذ إجراءات ضد الشركات التي دعمت باكستان.
وأشار التحقيق إلى أنه على الرغم من أن المعطيات تشير بوضوح إلى بصمة الموساد في تنفيذ تلك التفجيرات، فإنه لم يعثر على "دليل دامغ" يدين إسرائيل، في حين تحمّل المسؤولية تنظيم مجهول يدعى "منظمة منع انتشار الأسلحة في جنوب آسيا".
وذكر التحقيق الدور الذي لعبه العالم النووي الباكستاني الشهير عبد القادر خان، الذي يعتبر "أبو القنبلة الباكستانية" للحصول على الدعم من الشركات الأوروبية.
وفقاً للتحقيق ولخبراء البرامج النووي فإن خان لعب دوراً أيضاً في بناء البرنامج الإيراني وتقديم التكنولوجيا النووية لطهران، التي باتت على مقربة من دخول النادي النووي الدولي، وسط رفض أميركي وغربي واندفاع إسرائيلي عسكري لمنع الإيرانيين من امتلاك القنبلة النووية.