كشف تحقيق صحفي أن المفوضية الأوروبية ووكالة حرس الحدود الأوروبي "فرونتكس"، كانتا على علم بالانتهاكات التي قامت بها السلطات البلغارية بحق المهاجرين على الحدود.
شبكة تحقيقات البلقان "BIRN" أطلعت على تقرير صادر عن مكتب الحقوق الأساسية (FRO)، وهي هيئة تابعة لوكالة حرس الحدود الأوروبي "فرونتكس"، ومسؤولة عن مراقبة العمليات على الحدود بما يحترم حقوق الإنسان.
وبحسب التقرير الذي يعود إلى شهر آب 2022، فإن حرس الحدود كان يعترض المهاجرين الذين يحاولون الدخول إلى بلغاريا عير تركيا، ثم يتركون عراة ويأخذون كل ممتلكاتهم، وفي بعض الحالات كان عناصر الحدود يجبرون المهاجرين على السباحة للعودة إلى تركيا، حتى لو لم يكن لديهم القدرة على السباحة.
واستند التقرير الصادر على مقابلات أجراها أحد موظفي "فرونتكس" مع 10 من ضباط الحدود البلغاريين. وكشف عن تنفيذ "عمليات صد" دون وجود أي تقارير مسجلة أو إثباتات ورقية، مشيرا إلى "عدم تسجيل بصمات المهاجرين، أو الحصول على معلوماتهم الأساسية".
وتسعى بلغاريا للانضمام إلى منطقة "شنغن" وللحصول على موافقة الأعضاء كان عليها أن تحكم إغلاق حدودها، إلا أن المهمة تتخللها انتهاكات لحقوق الإنسان.
وكانت وكالة "فرونتكس" قد عززت من تواجدها على الحدود البلغارية البرية في إطار عملية "تيرا" المشتركة، التي انطلقت في أوائل عام 2022.
شاب سوري: كان علينا الزحف عبر قناة مائية... كانوا يضربون الجميع
من جانبها نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية إفادة طالب لجوء سوري يبلغ من العمر 16 عاما، قال إنه وبعد وصوله إلى العاصمة صوفيا، اقتيد من مركز رسمي للمهاجرين "مع عشرات الأشخاص الآخرين في سيارات شرطة الحدود إلى الحدود مع تركيا، على بعد 300 كيلومتر".
وعلى الحدود، أجبرت السلطات الشاب السوري ومجموعة المهاجرين "على السير نحو السياج المجهز بكاميرات"، ومن ثم "كان علينا الزحف عبر قناة مائية... كانوا يضربون الجميع".
وقالت شبكة البلقان إنها حصلت على العشرات من وثائق فرونتكس والمفوضية الأوروبية الداخلية، بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي المتعلقة بحرية المعلومات، والتي أشارت إلى "الإهمال الخطير ليس من جانب السلطات البلغارية فحسب، بل من جانب مسؤولي الاتحاد الأوروبي أيضا عندما يتعلق الأمر بمعالجة الأدلة على الانتهاكات الجسيمة والمستمرة لحقوق الإنسان على حدود بلغاريا".
وأشارت إلى أن ذلك يرتبط بدخول بلغاريا إلى منطقة شنغن الأوروبية ورفع الضوابط على الحدود الجوية والبحرية في 31 آذار/مارس (في حين تظل سارية على الحدود البرية). ونددت صحيفة "لوموند" بـ"ترحيب" السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي بالتقدم "الممتاز" الذي أحرزته بلغاريا فيما يتعلق بإدارة الحدود، رغم التقارير الصادمة.